الجمعة، 29 أغسطس 2014

الرد على شبهات تتعلق برسائل بولس الرسول

بنعمة الرب سيقوم " العابر المغربي - الناقد للاسلام " بالرد على هذه الشبهة الشيطانية و الخبيثة ولكن بنعمة الرب يسوع المسيح له كل الامجاد نقدر ان نرد كل شبهات حول ايماننا المسيحي لان الرب اعطانا سلطانا لدعس الحيات و العقارب وجعلها تحت اقدامنا لاننا ابناء الله الحي .

يقول الرب على لسان بطرس  .

"مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ" (1 بط 3: 15).

 الشبهة :

هل الكتاب المقدس كلام الله !!

هل كل مايحتويه الكتاب المقدس اوحي به الله !!

 
ولكن لكى تستطيع الاجابه عليك فقط تحكيم عقلك والتنازل عن العاطفه التى ربما تجعل الانسان غير قادر على التفكير السليم والحكم ع الاشياء..

يعتقد الغالبيه العظمى من المسيحين ان الكتاب المقدس كتبه الرسل وتلاميذ السيد المسيح عليه اسلام بقياده من الروح القدس لذلك فكل كلمه بالتاكيد يحتويها هذا الكتاب هى من الله ....!

هذا ما يعتقده المسيحيون اليوم ولكن للاسف الواقع والمنطق يقول غير ذلك !!

اليكم بعض النصوص من الكتاب المقدس لتحكموا عليها ولتفكروا فيها 

هل هي بالفعل من وحى الله ام انها من وحى البشر ؟

هل هي بالفعل بالفعل كتباها الرسل بقياده من الروح القدس ام بقياده من روحهم البشرية

رسالة بولس الى رومية :


رومية 16: 12) سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب. سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب.
(رومية 16: 13) سلموا على روفس المختار في الرب وعلى أمه أمي.
(رومية 16: 14) سلموا على أسينكريتس وفليغون وهرماس وبتروباس وهرميس وعلى الإخوة الذين معهم.
(رومية 16: 15) سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس وأخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم.
(رومية 16: 16) سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة. كنائس المسيح تسلم عليكم.
(رومية 16: 21) يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس أنسبائي.
(رومية 16: 22) أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة أسلم عليكم في الرب.
(رومية 16: 23) يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. يسلم عليكم أراستس خازن المدينة وكوارتس الأخ

: رسالة بولس الى كورنثوس    

كورنثوس الأولى 16: 19) تسلم عليكم كنائس أسيا. يسلم عليكم في الرب كثيرا أكيلا وبريسكلا مع الكنيسة التي في بيتهما.
(كورنثوس الأولى 16: 20) يسلم عليكم الإخوة أجمعون. سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.
(كورنثوس الثانية 13: 12) سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.
(كورنثوس الثانية 13: 13) يسلم عليكم جميع القديسين.

فقد هذه عينه قمت بأختيارها ويوجد منها الكثير .....ان من يقرأء هذا الكلام لا يحتاج ان يملك المزيد من الذكاء حتى يشعر ان الله استحاله ان يكون كلامه هكذا
الكلام واضح جداا انه كلام بشر وليس كلام من الله او حتى كتب بقياده من الروح القدس.......

ولكن دعونا نحاول ان نلغي عقولنا ونصدق ان هذا الكلام كتب بوحي وبقيادة الروح القدس 

 ان صدقنا ذلك فأنه من الاستحاله ان نصدق ان هذه العباره ايضا كتبت بقياده من الروح القدس وهى

رسالة بولس الثانية الى تيموثاوس :

(اصحاح 4 )


9 بادر أن تجيء إلي سريعا،
10 لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي، وكريسكيس إلى غلاطية، وتيطس إلى دلماطية.
11 لوقا وحده معي. خذ مرقس وأحضره معك لأنه نافع لي للخدمة.
12 أما تيخيكس فقد أرسلته إلى أفسس.
13 الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس، أحضره متى جئت، والكتب أيضا ولا سيما الرقوق.

انظروا الى عدد 13.."الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس، أحضره متى جئت، والكتب أيضا ولا سيما الرقوق"!!!!!!!!!!!!!!!! هل الروح القدس يمكنه ان يوحى الى شخص بمثل هذا الكلام
!!!!!!!!!!!!يجعله يطلب رداءه الذى تركه..
هل يمكن كتاب من الله يوجد به مثل هذه العبارات
  !!!!!!!!!!


اذا مالفرق بين هذه الكلام الذى من المفترض ان يكون وحى من الله والكلام البشرى الذى من اختراع البشر...
للاسف الشديد لا نحتاج الى مزيد من الذكاء لنؤمن بان الكتاب المقدس اغلب ما فيه ليس كلام الله بل هو كلام بشر

بس المهم اتمنى ان الرداء الذى طلب الرسول بولس احضاره فى الكتاب المقدس يكون بالفعل حصل عليه ..لانه يبدوا انه الرداء الوحيد لديه ويبدوا ايضا انه عزيزا عليه حيث طلبه وذكره فى الكتاب المقدس الذى المفترض ان كل كلمه فيه تكون وحى من الله !!!!!!!!!

: الرد



التحيات و السلامات فى رسائل بولس

 لتحميل البحث من هنا (http://www.mediafire.com/?cz1u4uz8uuf1ze5)


قبل ان نتعرض لتوضيح المغزى من السلامات الشخصية فى رسائل القديس بولس علينا ان نعرف اولا ما هى نظريات الوحى؟ما هو الوحى فى المسيحية؟
نظريات الوحى الموجودة فى أغلب المعتقدات هى :-

1- النظرية الطبيعيه :

وهي تنظر للوحي على أنه نوع من الالهام الطبيعي كما يلهم الشاعر في نظم قصائده و أشعاره ، وكما يلهم الكاتب في كتابه رواياته و أدبه ، ونحن نرفض هذه النظريه لانها تتجاهل عمل الروح القدس ... "تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " (2بط 1:21)

2- النظريه الميكانيكيه (الاملائيه):

وهي تنظر للوحي على أنه يملي الكاتب ما يكتبه كلمه كلمه و حرفا حرفا . وهي مرفوضه عندنا لانها تتجاهل الجانب البشري فيتحول الكاتب الي اله صماء أو أنسانا اليا يكتب ما يملى عليه وبذلك تلغى كليه شخصيه الكاتب و ثقافته و مشاعرة

وتعتبر هذه النظريه عكس النظريه الطبيعيه

3- النظريه الموضوعيه :

وهي تنص على ان الوحي يوحي للكاتب بالموضوع و أفكارة فقط و يترك للكاتب حريه التعبير عن هذه الافكار كما يشاء بدون أدنى تدخل من الوحي وهذه النظريه تعتبر قاصرة . لان روح الله يوحي للانسان بالموضوع و الافكار ولكنه أيضا يحفظه ويعصمه من الخطأ فلا يسمح له ابدا بتدوين أيه فكرة صحيحه بتعبيرات و كلمات خاطئه ولذلك يقول داود النبي :" روح الرب تكلم بي و كلمته على لساني" (2صم 23:2)

بل أن الروح القدس قد يوضع على لسان الكاتب عبارات قد لا يدرك الكاتب معانيها فعندما كتب أشعياء عن ولاده العذراء و المولود منها هو أنسان و إله في نفس الوقت من كان يدرك هذا ؟!!! وعندما تنبأ أشعياء عن خراب بابل سيدة الممالك و خراب صور سيده البحار وكل منهما لن تعمر ثانية من كان يتصور هذا؟؟؟

4- النظريه الجزئيه:

وهي تقسم ما جاء بالاسفار المقدسه الي نوعين : الأول يشمل كلمات الله المباشرة مثل وصايا العشر وحديث الله للانبياء وهذه موحى بها . أما كلمات الكاتب نفسه في وصف مكان أو حدث أو القاء تعليم فهي غير موحى بها و هي نظريه مرفوضه فمعلمنا بولس يقول عن كل ما ورد في أسفار العهد القديم انها أقوال الله ولهذا فإنه يقول عن اليهود "أنهم استؤمنوا على أقوال الله " (رو3:2)

وحتى لا تتسائل : هل أقوال الاشرار و الشياطين و السلامات التي وردت في الكتاب موحى بها ؟

أقول ان دور الوحي هنا قاصر على الامر بتدوين مثل هذه الاقوال أما الكلمات الخاطئه فهي تنسب لأصحابها بعيدة كل البعد عن اقوال الله .. بمعنى أنه تسجيل تلك الكلمات كان بوحي من الله للكاتب أما الكلمات ذانها فليست وحيا.

5- النظرية الروحية :

وتنص على أن الوحي قاصر على الأمور الروحية في الكتاب المقدس أما الأمور التاريخية و الجغرافية و العلمية فهي تحتمل الخطأ و أصحاب هذه النظرية قالوا إن قصه أيوب و قصة يونان في بطن الحوت و دانيال في جب الاسود خياليه القصد منها أخذ التعليم الروحي .

ونحن نرفض هذه النظري الخاطئه التي تجعل الانسان يقبل ما يشاء و يرفض ما يشاء ... بل انها تضع الانسان فوق مستوى الوحي فيحكم و يفصل في أقوال الله.

أما مفهوم الوحي وفقا للايمان المسيحي فهو :

1- يختار الله بعض القديسين ويحرك قلوبهم للكتابه او يامرهم مباشرة كما قال الرب لموسى "أكتب هذا التذكار...." (خر17:14) وكما قال لارميا : "خذ لنفسك درج سفر و اكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به ...." (ار 36:2)

2- يترك الله للكاتب حريه اختيار الالفاظ و الاسلوب و الكلمات فلذلك نجد داود النبي يكتب بلغه الراعي و سليمان بلغه الحكيم و بولس بلغه الفيلسوف و يظهر فى كتابات كل كتبة الاسفار التباين بين أسلوبهم الراجع الى وجود فرصة للكاتب ان يصيغ بأسلوبه.

3- يكون الكاتب أثناء الكتابه تحت هيمنه و سيطرة روح الله الذي يحفظه و يعصمه من الخطأ أثناء الكتابه.

4- يكشف روح الله للكاتب ما خفي عنه مثلما كشف لموسى عن أيام الخليقه

5- الوحي لا يتقيد بلغه معينه انما يستخدم اللغه التي كان يستخدمها الشعب .

فيقول الكتاب المقدس :-

2تي 3:16 كل الكتاب هو موحى (θεόπνευστος - theh-op'-nyoo-stos) به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر

و الفعل موحى كما جاء فى أصله اليونانى يعنى تنفس اى ان كل الكتاب تنفس به الله فيسيطر روح الله القدس على الكاتب عقله و فكره و روحه و كل نفسه فيصيغ ما يعلنه له الروح القدس بأسلوبه فيكتبه فالروح القدس لا يلغى شخصية الكاتب ولا يلغى اسلوبه.

يقول احد الدارسين :

فإذا قلنا إنّ الأسفار المقدسة في العهدين القديم والجديد هي كلام الله، أو أسفار إلهية موحى بها من الله، أو منزلة من عند الله، لا نريد بذلك أنّ الله أنزلها آية آية، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، فكتبها الكاتب كما سمعها من فم الله أو ملائكته بحروفها الأصلية. لكننا نريد أنّ الله قصد أن يُبلغ البشر شيئاً من أسراره حرّك باطنياً كاتباً يختاره فيبعثه على كتابة السفر المقصود، ثم يمده بتأييده الخاص ونعمته الممتازة، ويلهمه اختيار الحوادث والظروف والأعمال والأقوال التي شاء سبحانه كتابتها لفائدة عباده، وكان له رقيباً ومرشداً، وعصمه من الخطأ في نقلها وتسطيرها، فلا ينقل إلا ما ألهمه الله إيّاه، فيكون الرسول إذ ذاك ككاتب مطيع، في حوزة الكاتب الأسمى، وطوع إرادته.

و بعد ان أوضحنا نظرية الوحى فى العقيدة المسيحية نستطيع ان نقول انه لا اشكال فى وجود السلامات و التحيات فى رسائل القديس بولس و لنبدأ فى تبيان معنى و مغزى السلامات و التحيات فى رسائل القديس بولس لنرى محبة عظيمة و قدوة رائعة فى التعامل داخل الكنيسة فنقتدى بهذه المحبة العاملة فى قلوب ابائنا :-

الاصحاح السادس عشر من رسالة القديس بولس الرسول الى أهل رومية :-

1 اوصي اليكم باختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا

2 كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين وتقوموا لها في اي شيء احتاجته منكم.لانها صارت مساعدة لكثيرين ولي انا ايضا

3 سلموا على بريسكلا واكيلا العاملين معي في المسيح يسوع.

4 اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي اللذين لست انا وحدي اشكرهما بل ايضا جميع كنائس الامم.

5 وعلى الكنيسة التي في بيتهما.سلموا على ابينتوس حبيبي الذي هو باكورة اخائية للمسيح.

6 سلموا على مريم التي تعبت لاجلنا كثيرا.

7 سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبيّ المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا في المسيح قبلي.

8 سلموا على أمبلياس حبيبي في الرب.

9 سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى استاخيس حبيبي.

10 سلموا على أبلّس المزكى في المسيح.سلموا على الذين هم من اهل ارستوبولوس.

11 سلموا على هيروديون نسيبي.سلموا على الذين هم من اهل نركيسوس الكائنين في الرب.

12 سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب.سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب.

13 سلموا على روفس المختار في الرب وعلى امه امي.

14 سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة الذين معهم.

15 سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس واخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم.

16 سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.كنائس المسيح تسلم عليكم

ثم

21 يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي.

22 انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب.

23 يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها.يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الاخ.

يصف ابانا القس انطونيوس فكرى هذا الاصحاح فى تفسيره فيقول :
http://files.arabchurch.com/upload/images2012/8852273644.png





هذا الأصحاح الأخير والذي يمثل ختام الرسالة يقدّم لنا في غالبيته عددًا كبيرًا من الأسماء التي لا نعرف عن بعضها شيئًا؛ لكنه في الواقع يمثل صورة حيّة ومبهجة وفعّالة عن الحياة المسيحية في العصر الرسولي، فيها يكشف الروح القدس عن التهاب الكنيسة بروح الحب الذي يقدّس المشاعر والعواطف المتبادلة في الرب لبنيان الكنيسة روحيًا، فكثيرون يدعوهم "أحباء" أو "أنسباء" أو "العاملين معنا في الرب"، بينما يدعو هذه "أختنا" وتلك العجوز "المحبوبة" وثالثة "التاعبة في الرب". لكل شخص لقب خاص محفور بالروح في قلب الرسول بولس.

يتكلم القديس يوحنا ذهبى الفم عن الاخت فيبى التى يتكلم عنها الرسول فيقول :-

[انظروا كيف يكرمها بطرق كثيرة، فقد أشار إليها قبل الكل ودعاها أخته. وهذا ليس بالأمر الهيّن أن تدعى أختًا لبولس؛ كما ذكر رتبتها بكونها "شماسة" (خادمة)... ليهتمّوا بها على أساسين: يقبلوها من أجل الرب، ولأنها هي نفسها قدّيسة.]

و يقول الأب القمص تادرس يعقوب ملطى معلقا على هذه التحيات الشخصية فى هذا الاصحاح :-

إن كانت هذه الرسالة تقدّم لنا أسماء 26 شخصًا أغلبهم لا نعرف عنهم شيئًا، لكنّنا نشعر بأهمية هذا الجزء من الرسالة، إذ يقدّم لنا صورة حيّة لقلب رسولنا بولس الذي يظهر عاطفته الحانية واعتزازه وتقديره للمشاعر المقدّسة في الرب. يمكننا أيضًا أن نرى في هذه التحيّات الحارّة صورة للصداقات العميقة والحب الطاهر السخي بين أعضاء الكنيسة الأولى.لقد قدّم لنا الرسول كل صديق له يحمل لقبًا خاصًا يعتز به الرسول، هذا اللقب لا يقوم على الشهرة أو الغنى أو العلم، وإنما على شركة الحياة التقوية والجهاد في الخدمة.

و عن أكيلا و بريسكلا نقرأ أنهم جاء ذكرهم فى (أع 18: 2، 18، 26؛ 1 كو 16: 19؛ 2 تي 4: 19) التقى بهما الرسول لأول مرة في كورنثوس (أع 18: 2) وبقي معهما حوالي 18 شهرًا وذهبا معه إلى أفسس (أع 18: 18)، ثم رجعا إلى روما. أينما وُجدا كان يفتحان بيتهما ككنيسة لخدمة المؤمنين الغرباء ويجتمع فيها المؤمنون للعبادة. يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن بيتهما كان يُدعى كنيسة، إمّا لأنهما كسبا كل أهل بيتهما للإيمان أو لفتح بيتهما لخدمة المؤمنين الغرباء.

و عن أبينتوس المذكور فى العدد الخامس يقول ابانا كلمة "أبينتوس" من أصل يوناني تعني "مستحق للمديح"، وهو أول من قبِل الإيمان في آسيا الصغرى على يدي الرسول. يدعوه الرسول حبيبه وباكورة عمله هناك، وكأنه يسأله أن يرد الحب بالحب، فلا يكف عن يكف عن العمل في روما لحساب الإيمان الذي قبِله قبْل كثيرين.

و يعلق القديس يوحنا ذهبى الفم على العدد السادس :-

[ما هذا؟ لقد كُرمت امرأة وحسبت متنصرة! أفلا نخجل نحن كرجال؟... إننا نحسبه كرامة لنا أن توجد نساء بيننا كهذه، ولكنّنا نخجل إن كنّا كرجال صرنا خلفهن.] يكمل حديثه قائلاُ بأنه وإن كانت النساء ممنوعات من خدمة التعليم العامة (1 تي 2: 12؛1 كو 14: 35) لكنها لا تحرم من النطق بكلمة التعليم إذ تستطيع الزوجة أن تربح رجلها (1 كو 7: 16)، وتهذّب أولادها (1 تي 2: 15)، بل ونجد برّيسكلا تعلم أبولس. كما يُعلّق على قول الرسول: "التي تعبت لأجلنا كثيرًا"، بقوله: [قدّمت خدمات أخرى كثيرة محتملة مخاطر، من جهة المال والأسفار. فإن نساء تلك الأيام كنّ روحيات أكثر من الأسود (في القوّة)، ساهمن مع الرسل في التعب لأجل الإنجيل.]

و فى العدد السابع نقرأ عن أندرونكوس ويونياس يقول عنهما الاب القمص تادرس يعقوب انهم احتملا السجن معه في وقت غير معروف، يعتزّ بهما لأنهما قد عرفا السيد المسيح قبله، ولهما دورهما الهام في الخدمة حتى صارا مشهورين بين الرسل. و يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أنهما لم يسقطا تحت الأسر بالمعنى الحرفي (كأسرى حرب) وإنما احتملا ما هو أقسى من ذلك، إذ عاشا في الغربة محرومين من أقربائهما واحتملا المجاعة والميتات المستمرة وسقطا تحت المتاعب بلا حصر.و عن أمبلياس المذكور فى العدد الثامن يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن دعوته "حبيبي" تكشف عن حب الرسول الشديد له بسبب حياته الفاضلة.

و عن التحيات فى الاعداد 9 , 10 , 11 يلاحظ إن الرسول يمدح الجميع، فيدعو الأول عامل معه في خدمة السيد المسيح، والثاني حبيبه، والثالث مُزكى في المسيح ربّما لاجتيازه ضيقات كثيرة بصبره أو لجهاده في الخدمة الخ. أمّا بالنسبة لأهل أرستوبولس وأهل نركسيس فربّما كان هذا الاثنان وثنيين وصار لهما عبيد أو أبناء مؤمنون معهما.و يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [إذ يقدّم مدحًا خاصًا بكل أحد، لا يسمح بوجود حسد فيما بينهم بمدحه لأحد واستخفافه بآخر، ولكي لا يوجد بينهم تهاون أو ارتباك، مقدمًا لكل واحد كرامة متساوية، وإن كان ليس الكل يستحق كرامة متساوية هكذا .]

ثم نقرأ عن القبلة المقدسة المذكورة فى العدد 16 التى اوصى بها الرسول ان القديس كيرلس الاورشاليمى يقول لا تظن أن هذه القبلة كتلك التي اعتاد الأصدقاء على ممارستها في الاجتماعيات (agio) هي ليست من هذا الصنف، إنما هذه توّحد النفس وتزيل كل حقد. هي علامة اتحاد النفوس معًا و يقول القديس اغسطينوس هي علامة السلام، فما تظهره الشفاه من الخارج يوجد في القلوب في الداخل.

و عن محبة الكنيسة العظيمة فى الاعداد 21 , 22 , 23 يقول ابانا القمص تادرس يعقوب فى تفسيره :جاءت التحيات من القدّيس تيموثاوس الابن المحبوب للرسول بولس، ابنه في الإيمان، وشريكه في العمل، ورفيقه في كثير من الرحلات. وأيضًا من غايس مضيف الرسول بل "ومضيف الكنيسة كلها"، ربّما لأنه حوّل بيته إلى مركز للعبادة، وكان يضيف فيه المؤمنين الغرباء عن كورنثوس.

و بهذا نكون قد رأينا كيف كانت علاقة الكنيسة الاولى و كيف كانت محبة الرسول لأصدقاءه و معاونيه فى الخدمة مما يدفعنا ان نقتدى بهم اليوم و نعيش حياة المحبة بكل تقوى فى المسيح يسوع.

الاصحاح الرابع من رسالة القديس بولس الثانية الى تلميذه تيموثاوس :

9 بادر ان تجيء اليّ سريعا

10 لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي وكريسكيس الى غلاطية وتيطس الى دلماطية.

11 لوقا وحده معي.خذ مرقس واحضره معك لانه نافع لي للخدمة.

12 اما تيخيكس فقد ارسلته الى افسس.

13 الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب ايضا ولا سيما الرقوق.

ثم

19 سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس.

20 اراستس بقي في كورنثوس.واما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا.

21 بادر ان تجيء قبل الشتاء.يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعا.

يشرح ابانا القس انطونيوس فكرى هذه الايات فيقول :

http://files.arabchurch.com/upload/images2012/9675412927.png



و عن الرداء الذى طلبه القديس بولس يقول ابانا القس انطونيوس :

http://files.arabchurch.com/upload/images2012/8810896659.png

ثم يشرح ابانا علاقة الرسول بولس بمعاونيه فى الاعداد 19 , 20 , 21 فيقول :-

http://files.arabchurch.com/upload/images2012/9802462118.png




و يقول ابانا القمص تادرس يعقوب ملطى مفسرا قول الرسول "بادر ان تجىء ألىٌ سريعا" أدرك الرسول أن وقت رحيله قد اقترب، فأرسل يستدعيه، قائلاً له: "بادر أن تجيء إلىّ سريعًا" [9]، وإن كان للأسف لم يستطع أن يحضر قبل استشهاده. وقد كان الرسول لطيفًا وحكيمًا في استدعائه، إذ لم يقل له "لكي أراك قبل رحيلي"، لئلا إذا لم يتحقق الأمر يحزن القديس تيموثاوس ويكتئب، وإنما أعلن له إن حاجته إليه في هذه اللحظات إنما بسبب ترك الكثيرين له.

و عن ترك البعض له: "لأن ديماس قد تركني، إذ أحب العالم الحاضر، وذهب إلى تسالونيكي" [10]. إذ تركه ديماس طلب تيموثاوس لكي يخدمه عوضًا عنه. ولكن لماذا تركه ديماس؟ يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: [لقد أحب الطريق السهل والآمن، بعيدًا عن المخاطر. حقًا لقد اختار أن يعيش في بيته في ترفٍ عن أن يعاني معي المصاعب، ويشاركني المخاطر الحاضرة. لقد لامه لا لأجل اللوم في ذاته، وإنما لكي يثبتنا نحن فلا نسلك بتدليل مبتعدين عن الأتعاب والمخاطر، فهذا يُحسب حبًا للعالم الحاضر، ومن ناحية أخرى أراد بهذا أن يجتذب تلميذه إليه.]

يكمل الرسول: "وكِرِيسكيس إلى غلاطية، وتيطس إلى دَلْماطية، لوقا وحده معي" [10-11]. هذان لم يتركاه من أجل محبة العالم وإنما لأجل ضرورة الخدمة. طلب مرقس الرسول: "خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة" [11]. في رحلته التبشيريّة الثانية رفض الرسول أن يأخذ مرقس معه لأنه سبق وتركه في رحلته الأولى عند بمفيلية، ربما بسبب حمى أصابته هناك. وبسبب رفض الرسول أخذ مرقس معه انفصل عنه برنابا الذي انطلق مع مرقس إلى الخدمة في طريق آخر، إلى جزيرة كريت حيث انتقل برنابا هناك، أما مرقس الرسول فجال في إفريقيا يخدم، وكانت الإسكندرية مركز خدمته. هنا الرسول يشهد للقديس مرقس أنه نافع له في الخدمة. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على كلمات الرسول هذه، قائلاً: [إنه لم يطلب ذلك لأجل راحته الخاصة، وإنما لأجل خدمة الإنجيل. فإنه وإن كان سجينًا لكنه لا يتوقف عن الكرازة. لذات السبب أيضًا أرسل يطلب تيموثاوس، ليس لأجل نفسه، وإنما لأجل الإنجيل، فلا يكون موته مجالاً لحدوث اضطراب بين المؤمنين، إنما وجود بعض من تلاميذه ينزع عنهم ضيقهم.]

و عن الرداء الذى طلبه القديس بولس يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الكلمة المترجمة هنا "رداء" تعني ثوبًا أو كما يقول البعض تعني حقيبة تحوي الكتب.] لقد طلب رداءه ربما لكي لا يضطر في أيامه الأخيرة أن يستعير رداء أحد، إذ لا يريد أن يثقل على أحد. أما طلبه الكتب فربما لكي يسلمها للمؤمنين في روما الذين يعاصرون استشهاده فتكون سبب تعزية لهم... حقًا إنه حتى في اللحظات الأخيرة لا يهتم بما لنفسه بل ما هو لراحة الغير.

و عن السلام الى اكيلا و بريسكلا و انيسفيورس فى العدد 19 يشحر ابانا القمص تادرس يعقوب ملطى فيقول :

أنيسيفورس الذي أراح الرسول مرارًا كثيرة أثناء سجنه (1: 16)، أما بريسكلا وزوجها أكيلا فقد ارتبطا بالرسول بدالة محبة قوية، إذ آمنا على يديه، وكانا خيامين يقضيان بعضًا من الوقت معه يعملان معه في صنع الخيام. لقد عملا معه في خدمته، إذ يقول الرسول: "سلموا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع، اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي، اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضًا جميع كنائس الأمم" (رو 16: 3-4). والعجيب أن الرسول - وهو في القرن الأول الميلادي - يذكر اسم الزوجة قبل الزوج في الرسالتين، هنا والرسالة إلى أهل رومية، في وقت لم يكن للمرأة - حسب القانون الروماني - أية حقوق. لقد ذكرها الرسول أولاً ليؤكد أنه في الإيمان لا تحيز لجنس على آخر إلاَّ حسبما يقدم الإنسان من إيمان حيّ عامل. لقد كانت بريسكلا في عيني الرسول أكثر غيرة وإيمانًا من رجلها

يكرر الرسول الدعوة: "بادر أن تجيء قبل الشتاء" [21]. في لطف لم يقل: "قبل أن أرحل" بل قال "قبل الشتاء" حتى لا يثير فيه مشاعر الحزن متى جاء ووجده قد رحل.

تقديم سلام أحبائه الذين في روما: "يسلم عليك أَفْبولس وبوديس ولينُس وكَلافَدِيَّة والإخوة جميعًا" [21]، من بينهم لينس الذي أُقيم أسقفًا على روما وكَلافَدِيَّة المملوءة غيرة على الشهادة لله

هكذا نرى كيف كانت كنيسة القرن الاول كيف كانت المحبة كيف كان الترابط و كيف كانت مراعاة المشاعر الذى به نقتدى و نتعلم فيستد كل فم يتجرأ على العظيم بولس رسول و عبد يسوع المسيح

" و نعلم ان ابن الله قد جاء و اعطانا بصيرة لنعرف الحق و نحن فى الحق فى ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق و الحياة الابدية"

(1يو5:7)

 رد البابلي علي سلامات بولس
السلامات والتحيات !

يعترضون على ان الرسول بولس قد سلم على تلاميذه والقديسين الذين عملوا معه وجاهدوا في سبيل نشر الكرازة بالخلاص ..!

ونقول :

لا يوجد عقل ولا نقل يجيز رفض ان تكون التحية والسلام وحياً من الرب ؟!

اليس الرب هو السلام ذاته والداعي للسلام بين البشر ..؟!

ألم يوصينا ربنا بأنه طوبى لصانعي السلام لأنهم ابناء الله يدعون ؟!

ألم يوصي رب المجد يسوع بأنه ان دخلنا الى بيت , فيجب ان نسلم عليه ؟!

فلماذا لا يجوز للرسول بولس ان يسلم على أهل الكنيسة التي يرسل اليها رسائله .. وان تكون وحياً مقدساً نافعاً ؟!

ان السلام الموجه بوحي الروح القدس بقلم الرسول بولس الى شخصيات واسماء عديدة من القديسين ..

أثبت لنا معرفة اسماء من ساندوا وجاهدوا مع الرسول بولس في خدمته للسيد المبارك والتبشير باسمه في قارة اوربا وغيرها ..

خصوصاً اسماء بشيرين كتبا الانجيل بوحي الروح وهما الرسول لوقا والرسول مرقس (صلواتهما معنا اجمعين ) ..

ومن هذه السلامات تعلم اساقفة الكنائس كيفية تدبير الرعية والكنائس واحتياجاتها , وبضرورة فعل ذلك حتى لو كانوا يعانون الشدائد والشقات والسجون ..

وتعلمهم ضرورة التنسيق بين الاباء والاساقفة في تدبير أمور الرعاية .. فذكر الاحوال والسلامات ضرورية جداً لرعاية الكنائس والاهتمام بذكر كل الخدام والعاملين فيها ..

كما انه يعلمهم ضرورة اهداء السلامات والتحيات في الرسائل الرسولية التي ترسل ما بين الاساقفة على مر العصور ..

كما ان السلامات في رسائل بولس الرسول قد أعطتنا معلومات حول مكانة المؤمنين بالمسيح .. وخصوصاً من الاغنياء مثل اراستس خازن مدينة كورونثوس ..

وان هناك مؤمنين من بيت قيصر نفسه ! ( فيلبي 22:4)

كلها وحي مفيد ونافع وقيم لنفوسنا ولكنائسنا ..

——————

والان الى الجهة الاخرى ..

السلامات في قرآن المسلمين !

الا يوجد في قران محمد سلامات ؟؟؟!!!

الم يأتي في سورة النمل: 59 { قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون }

ألم يقم رب محمد باطراق السلام على نوح ؟!

في سورة الصافات: 79 {سلام على نوح في العالمين}

وسلم ايضاً على ابراهيم ! سورة الصافات: 109 {سلام على إبراهيم }

وسلم على موسى وهارون !

سورة الصافات:120 {سلام على موسى وهارون }

وسلام على عائلة ياسين !

سورة الصافات: 130 {سلام على إل ياسين }

لا بل سلم على جميع المرسلين !

الصافات: 181 {وسلام على المرسلين}

ما الداعي لكل هذه السلامات وكأنه في عرس وفرح .. !!!

فلينتقدوا كتابهم اولاً لذكر السلامات .. قبل ان ينتقدوا الرسول العظيم بولس !

 التحيات الختامية في الرسائل ومفاهيم مغلوطة - هل هي وحي الهي؟


http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTTo95PcS819ZUVtV3NpYBAs8mkioN4I o9CjS33ZLOC6-2FDP9tBWxiK-xu1Q


التحيات الختامية في الرسائل
ومفاهيم مغلوطة
بهذه الكلمات انهى الرسول بولس رسالته الى كولوسي "... جَمِيعُ أَحْوَالِي سَيُعَرِّفُكُمْ بِهَا تِيخِيكُسُ الأَخُ الْحَبِيبُ، وَالْخَادِمُ الأَمِينُ، وَالْعَبْدُ مَعَنَا فِي الرَّبِّ، الَّذِي أَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ لِهذَا عَيْنِهِ، لِيَعْرِفَ أَحْوَالَكُمْ وَيُعَزِّيَ قُلُوبَكُمْ، مَعَْ أُنِسِيمُسَ الأَخِ الأَمِينِ الْحَبِيبِ الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ. هُمَا سَيُعَرِّفَانِكُمْ بِكُلِّ مَا ههُنَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرِسْتَرْخُسُ الْمَأْسُورُ مَعِي، وَمَرْقُسُ ابْنُ أُخْتِ بَرْنَابَا، الَّذِي أَخَذْتُمْ لأَجْلِهِ وَصَايَا. إِنْ أَتَى إِلَيْكُمْ فَاقْبَلُوهُ. وَيَسُوعُ الْمَدْعُوُّ يُسْطُسَ، الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. هؤُلاَءِ هُمْ وَحْدَهُمُ الْعَامِلُونَ مَعِي لِمَلَكُوتِ اللهِ، الَّذِينَ صَارُوا لِي تَسْلِيَةً. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَبَفْرَاسُ، الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ، عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ، مُجَاهِدٌ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ بِالصَّلَوَاتِ، لِكَيْ تَثْبُتُوا كَامِلِينَ وَمُمْتَلِئِينَ فِي كُلِّ مَشِيئَةِ اللهِ. فَإِنِّي أَشْهَدُ فِيهِ أَنَّ لَهُ غَيْرَةً كَثِيرَةً لأَجْلِكُمْ، وَلأَجْلِ الَّذِينَ فِي لاَوُدِكِيَّةَ، وَالَّذِينَ فِي هِيَرَابُولِيسَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ لُوقَا الطَّبِيبُ الْحَبِيبُ، وَدِيمَاسُ. سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ فِي لاَوُدِكِيَّةَ، وَعَلَى نِمْفَاسَ وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِ. وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ أَيْضًا فِي كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَقُولُوا لأَرْخِبُّسَ:«انْظُرْ إِلَى الْخِدْمَةِ الَّتِي قَبِلْتَهَا فِي الرَّبِّ لِكَيْ تُتَمِّمَهَا». اَلسَّلاَمُ بِيَدِي أَنَا بُولُسَ. اُذْكُرُوا وُثُقِي. اَلنِّعْمَةُ مَعَكُمْ. آمِينَ ..." (كولوسي 4: 7 – 17).
تتكرر تلك النهاية في كل رسائل بولس تقريباً، وأيضاً نجد مثلها في رسائل يوحنا ... ودائماً ما يأتي إلينا ناقد الكتاب المقدس بأحد هذه النصوص ويسأل مستنكراً ...
- هل هذا وحي إلهي؟
والسؤال الثاني والذي يأتي دائما بصورة تهكمية هو ...
- ما الذي يمكن أن نستفيد منه عند قراءتنا هذه النصوص!! ...
وفي السطور القادمة سأجيب عن هاذين السؤالين مشيراً إلي بعض المفاهيم الخاطئة التي نعتنقها ونحن نفكر في مثل هذه النصوص
أولا: هل هذا وحي إلهي؟
بالتأكيد هو وحي إلهي ... وليس كل وحي إلهي يُكتب بصيغة الأمر بمعنى افعل أو لا تفعل ... ولكن كل هذه الأشياء كتبت لأجل تعليمنا ...
وفي الواقع بعد ولادة الكنيسة الأولى في يوم الخمسين ... وأنا أقصد تلك الكنيسة التي يقودها الروح القدس بدءاً من يوم الخمسين العظيم، والكتاب المقدس يصف لنا جسد الرب يسوع من خلال أعمال الرسل والرسائل ... ذلك الجسد الحي الذي يرينا كيف يفكر وكيف يخدم وكيف يتعامل مع مشاعر الآخرين ... كيف يتعامل مع الخطأ والصواب ...
أنه كائن حي بكل تفاصيله ... لذلك سجل لنا الوحي الإلهي أشياء في منتهي الخصوصية ...
فنرى في سفر أعمال الرسل خلافاً حدث بين الرسول بولس والرسول برنابا على مرقس ... فهؤلاء الناس بشر ... يمكن أن يتفقوا ويمكن أن يختلفوا ... وأيضا يمكن أن يخطئوا وأن يصيبوا ...
وفي كورنثوس تعرض الرسول بولس لمشكلة ذلك العضو الذي أخطأ خطية جنسية وأرانا كيف نتعامل معها من خلال تعامله مع المشكلة .... وفي رسالة فليمون أرانا كيف نتعامل مع الخادم المخطئ الهارب، وأيضا أرانا كيف تغير النعمة السارق وتجعله خادما أمينا ومفيدا ... لذلك، كل هذه العناصر التي خلقها الوحي من سفر أعمال الرسل والرسائل من بعده جسد حي لكنيسة المسيح النامية ...
وفي رسالة غلاطية تواجه مع المشككين في رسوليته، وفي مفهوم الحرية الصحيح، وفي رسالة فيلبي ناقش قضية الخصومة بين الخدام، وأيضا الفرح وسط الضيق .....
لقد عشنا مع الكنائس حياتهم ومن خلال هذه الحياة تعلمنا الكثير من الحلول التي نضعها لتلك المشاكل التي قد نواجهها والتي هي متكررة مع مشاكل كنائس القرن الاول. لذلك من الطبيعي أن يكون هذا الكلام هو وحي الهي، لأنه حل المعادلة الصعبة بين أن يحل مشاكل القرن الاول، وأن نستخدم نفس الفقرات لنحل مشاكل كل القرون التالية على القرن الأول.
وهذا هو غاية الوحي الرئيسية ... ونأتي الآن لسؤال آخر ... ماذا استفدت من هذه التحيات الختامية ... ولهذا مقال آخر
----------------------

تحيات بولس الختامية - ماذا نستفيد منها؟
هناك الكثير من العناصر التي يمكن أن نستفيد بها من السلامات أذكر منها بعض الأشياء.
1- خدمة المسيح ليست قاصرة على الرجال فقط
فنرى من ضمن من سلم عليهم الرسول بولس
· خادمة الرب فيبي " أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا،" (رومية 16: 1)
· مريم "سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيرًا. (رومية 16: 6)
· ونجد عائلات أيضا مثل اكيلا وبريسكلا ... فنجد في كنيسة المسيح الرجل والمرأة خادمان معا وعاملان معا ... لا فرق ولا تمييز ... وهذا واضح جدا عندما نقرأ فقرة السلام في كل من رومية وكولوسي وفليمون ... الخ
2- نعمة المسيح مغيرة
فنجد مثلا في فقرة السلام الخاصة برومية حديثاً عن شخص هو روفس "سلموا على 3- ما نحكم عليه أنه غير نافع للخدمة يمكن أن يكون نافعا.
فنجد مرقس الذي كان مصدر قلق لبولس وسبب لانفصاله التاريخي عن برنابا في الخدمة، تأتي الأيام ويطلب بولس من تلميذه تيموثاوس أن يحضر له مرقس لأنه نافع فيقول: "خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ." (2تي 4: 11) أليس هذا يعلمنا ألانفقد ثقتنا وصبرنا مع شخص نراه غير نافع؟! ... في الواقع إنه لولا تلك التحيات المدونة ما كنا سمعنا أبدا نهاية تلك الصورة التي أصبح عليها مرقس الرسول ... أليس هذا رائعا؟
4- من كان في حالة ضعف يرجع ويثبت في نعمة المسيح
شخصية شهيرة في وسطنا الكنسي بأنها تركت بولس لأنها أحبت العالم الحاضر ... هذه الشخصية هي شخصية ديماس ... ولكني في الواقع وجدت بعد قراءة تحيات بولس الختامية أن هذا الأمر كان مؤقتاً لأنه في كل من رسالتي كولوسي وفليمون كان ديماس موجودا من جديد مع بولس ... بعض المفسرين فسروا ذلك بأن ديماس كان موجودا في البداية مع بولس ولكنه تركه ... ولكني أري أن العكس هو الذي حدث ... لأنه عندما تكلم بولس إلى تيموثاوس كان مرقس مع تيموثاوس في مكان بعيد ... أما في كولوسي وفليمون فكان تيموثاوس ومرقس مع بولس الرسول وتيموثاوس يشارك بولس في إرسال الرسالة ... إذاً فرسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس والتي فيها وصف ديماس بأنه أحب العالم الحاضر تسبق رسالتي كولوسي وفليمون في الزمن ... ومن هنا نرى أن ديماس قد رجع تائبا ... أليس هذا يمجد الله؟
5- عثرنا على رسالة لاودكية
نفهم من رسالة كولوسي أنها سوف تقرأ في لاودكية ... ولكننا وقعنا في مشكلة أن هناك رسالة لاودكية والتي يجب أن تقرأ في كولوسي أيضا، "وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ أَيْضًا فِي كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا أَنْتُمْ أَيْضًا" كولوسي 4: 16 ... ونجد شخصية أرخبس ورسالة شخصية له ... ذلك الشخص الذي هو خادم الله في كنيسة فليمون أيضا ... ومن هنا نستنتج أن أرخبس هو من لاودكية والا ما كان هناك داعٍ لإرسال رسالة شخصية له إذ كان سيكون ضمن جمهور المستمعين في كولوسي ... ونستنتج ايضا أن رسالة فليمون هي نفسها رسالة لاودكية وان فليمون من لاودكية والعبد أنسيموس هرب ايضا من لاودكية ... كل هذه الاستنتاجات لا تأتي إلا من قراءة التحيات الختامية بدقة في كولوسي وفليمون
6- أولويات في حياتنا ينبغي أن تظل كذلك
في تيموثاوس الثانية يقول الرسول بولس أن وقت انحلاله قد حضر ... ومع ذلك ماذا طلب من تيموثاوس ليحضر معه ... "الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس ، أحضره متى جئت ، والكتب أيضا ولاسيما الرقوق" ... الرداء ليحصل على الدفء ولكن نجد أن الكتب كانت لها اولوية خاصة في حياة بولس ... فكما قال لتيموثاوس إنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص ... هو أيضا طلب الكتب والرقوق على الرغم أنه كان يتوقع أن وقت انتقاله للرب قريب ... ولكن أولوياته كانت كلمة الله المكتوبة في الكتاب المقدس ... ألا يعلمنا هذا كيف تكون أولوياتنا؟
7- جزء من تاريخ الرسول بولس مدون خلال تلك الفقرات
فهو يكتب عن الكثير من الأمور التي ستحدث معه في مستقبله القريب والتي لم يكتبها سفر الأعمال والرحلات التي نوى أن يقوم بها ... دون أسماء من كان معه ومن تركه ومن سيأتي ليكون معه في المستقبل ... ذلك التوثيق يساهم بكثير في كتابة تاريخ تلك الحقبة الزمنية.
8- أناس أكرموا الله فأكرمهم الله بذكر أسمائهم العطرة
فنجد تعبيرات رائعة عن ذلك العامل معه، وعن الذي أحب الله بالحق، وتلك التي تعبت كثيرا في خدمتهم ... لقد دون بوحي إلهي سجلاً مشرفاً لكثير من أناس أحبوا الله وخدموه ... أليس هذا جديراً بأن نعرفه؟
***
كل هذه الأشياء حصلنا عليها وغيرها الكثير من الأمور من خلال فقرات يراها البعض غير هامة ... علاوة على أن الوحي دون لنا أسماء كان يمكن ألا نعرفها مطلقا ولكننا عرفناها بسبب تسجيل الرسول سلامه لها ... وبالحق ما كتب فقد كتب لأجل تعليمنا كما يقول معلمنا الرسول بولس في رسالة رومية: "لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ" (رو 15 : 4)
ألست معي في ذلك؟

 اقول مع الرسول العظيم بولس " ويل لي ان كنت لا ابشر " 

الرب يسوع المسيح له كل المجد يبارككم ويحفظكم امين


 


 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق