الأربعاء، 7 يناير 2015

هل يعقل وجود ديانة واحدة صحيحة ؟

كيف يعقل ان يوجد ايمان حقيقي واحد فقط ؟

من العجرفة ان تقول ان ديانتك متفوقة فتحاول ان تهدي كل انسان اخر اليها, ان جميع الاديان خيرة بالتساوي وفعالة لتلبية حاجات اتباعها , ولكن اذا اخذنا ان هناك دين واحد فقط متفوق على الباقي فهذا يؤدي الي ما لا يوصف من النزاع والانقسام والصراع وربما هو اكبر عدو للسلام في العالم .
هل يمكن ان نعثر على طرق نضطر جميعا بها الي الاعتراف ان كل دين يؤمن به الناس ما هو الا واحد من عدة سبل صحيحة بالتساوي تؤدي كلها الي الله ؟

في البداية علينا ان نقول ان المسيحية لا تدعي عدم وجود اي حق في الكتب الدينية غير المسيحية انها فقط تدعي بان الكتاب المقدس هو حق وصحيح وان كل ما يتعارض معه هو على خطأ , يوجد الكثير من الامور الصحيحة والحسنة في اديان غير مسيحية ,, مثلا ,قال كونفوشيوس(صاحب الديانة الكونفوشيوسية) : لا تفعل باخرين ما لا تريد لهم ان يفعلوا بك .. وهي مقولة غالبا ما يطلق عليها اسم الصيغة السلبية للقاعدة الذهبية المسيحية , انها لا تتعارض البتة مع القاعدة الذهبية الايجابية التي علمها الرب يسوع : فكل ما تريدون ان يفعل التاس بكلم افعلوا هكذا انتم بهم (مت 12:7) البوذية ومعظم الديانات الاخرى توافق التعليم المسيحي الذي يوصي باحترام الاهل ويعتبر القتل خطية , المسيحية لا تعلم ان الكتاب المقدس هو وحده يحتوى على الحق لكنها تجزم ان الكتاب المقدس هو حق وان كل ما يتعارض معه هو خطأ ,لان المتناقضات لا يمكن ان تكون كلها صحيحة في ان واحد

اولا : المتناقضات في الاديان

ان كان المسيحيون على حق بشأن كون السيد المسيح هو الله فإن اليهود والمسلمين يخفقون اخفاقا ذريعا في محبة الله كما هو بالحقيقة (اي انهم لا يعبدون الله الحقيقي) وان كان اليهود والمسلمون على حق في قولهم ان السيد المسيح ليس الله بل بالحري معلم او نبي فان المسيحيين يخفقون اخفاقا ذريعا في محبة الله كما هو بالحقيقة فوجود هذه المتناقضات بين الاديان لا يمكن ان يكون جميعها طرق صحيحة للوصول لله فلابد من وجود طريق واحد صحيح بين كل هؤلاء تصلنا بالله الحقيقي

ثانيا :الاختلافات بين الاديان غير مهمة !

كل دين له مفهومه عن الله فلا يمكن ان نقول ان الخلافات بين الاديان سطحية وغير مهمة , فاذا اخذنا مفهوم ان الله هو روح كلي المحبة في الكون فهذا التعريف متناقض مع باقي الديانات مثل البوذية حيث انها لا تؤمن باله مشخصن(شخص) فلا يمكن ان تكون جميع الاديان فكرتها واحدة عن الله فوجود هذه المفاهيم المتضاربة يجعل ان هناك مفهوم واحد فقط حقيقي عن الله, اما الاصرار على ان العقائد غير مهمة فمن السخرية ان هذه عقيدة في حد ذاتها ! فمن يتمسك بنظرة محدده عن الله تُوصف بانها اكثر سموا وتنورا من معتقدات الاديان فان انصار هذا الرأي يفعلون الامر عينه الذي يحظرونه على الاخرين !

ثالثا : نظرية ان كل الاديان تحمل جزء من الحقيقة.

هل كل ديانة ترى جزء من الحقيقة الروحية ولكن لا تستطيع ايه منها ان ترى الحق كله ؟ فالاادرية احيانا تمثل هذه النقطة بحكاية العميان والفيل , فان بضعة عميان كانوا يسيرون معا وصادفوا فيلا سمح لهم بان يتلمسوه فقال الاعمى الاول الذي لمس خرطوم الفيل : هذا المخلوق طويل ومرن مثل الحية قال الاعمى الثاني الذي يتحسس رجل الفيل : كلا انه ثخين ومبروم مثل جذع الشجرة قال الاعمى الثالث الذي جس جنب الفيل : لا بل هو كبير ومفلطح فكل واحد من العميان لم يستطيع ان يتصور الفيل بكامله وبنفس الطريقة يمكن لكل واحده من الديانات ان تلم بجزء من الحق بشأن الحقيقة الروحية ولكن لا تسطيع اية منها ان ترى الفيل كله وتدعي انها تحوز رؤية شاملة للحق هذا الايضاح يرتد على مستخدميه فالقضية مروية من وجهة نظر شخص غير اعمى وكيف يمكن ان تعرف ان كل اعمى يعي فقط جزء من الفيل الا اذا زعمت انت انك قادر على رؤية القيل باكمله

المسيحية بعيدة عن شبهة الافضلية

- كما قلنا ان المسيحية تمدنا باساس راسخ لاحترام الاديان الاخرى وذلك لوجود تداخل لمجموعة القيم المسيحية ونظيرتها في حضارة ما وفي ديانة ما , اما سبب هذا التداخل يرجع الي ايمان المسيحيين ان جميع البشرية مخلوقة على صورة الله ومُهيأة للصلاح والحكمة ومن ثم فان عقيدة شمول صورة الله تؤدي بالمسيحيين لان يتوقعوا من غير المؤمنين ان يكونوا افضل مما يستطيع اي من معتقدات اولئك غير المؤمنين الخاطئة ان يجعلهم

- عقيدة شمول الخطية (الجميع اخطأوا ) المستفادة من الكتاب المقدس لا تدفع المؤمنين الي الشعور بالتفوق على اؤلائك الذين لا يؤمنون اذ لا يوجد من هو كامل حقا , فعقيدة المسيحيين ان المسيح قد جاء ليغفر لنا خطيانا واننا لا ننال الخلاص من خلال اعمال نعملها بل نناله عندما نعترف اننا عاجزين عن تنفيذ الوصية واننا بحاجة الي مخلص

- الايمان المسيحي يؤدي الي سلوك منفتح جدا حيال الاخرين , فصلب النظام الايماني المسيحي مصدر لممارسة الخدمة المتفانية والسخاء وصنع السلام, فنظرتنا الي الحقيقة هكذا : ان كان رجل قد مات لاجل اعدائه مصليا لاجل مسامحتهم فلا يمكن ان يؤدي التفكير في هذا الي طريقة معاملة مختلفة . - المسيحية تقدس الانسان وتقدس حياته وفنونه ومواهبه وقد خلقنا الله لكي نستمتع بكل ما قد خلقه فلا تحصرنا المسيحية في قوقعة معينة بل تحثنا على التفتح والتنور ومجاراة العصر وعدم الاصولية.


- منقول -

السبت، 20 سبتمبر 2014

http://www.afala.50webs.com/tanakodat.html

تناقضات القران

سلام المسيح اخوتي الكرام محبكم العابر المغربي يقدم الان موضوعا هاما وحساسا من لدن المسلمين وارجوا ان يعجبكم و الرب يبارككم في اسم يسوع.

 العابر المغربي يقدم لكم :

تحريف القران عند السنة (١)  : الفرقان لابن الخطيب .

 

الشيخ ابن الخطيب هو أحد من ماثل عمله عمل الشيخ النوري في تأليف كتاب يثبت فيه تحريف القرآن المزعوم ، فجمع الروايات وأقوال الصحابة في تحريف القرآن وكافح ابن الخطيب ونافع في كتابه الفرقان – الذي حصلنا عليه مؤخرا- عن فكرة التحريف وصار يرد على بعض علماء الأزهر ، وسننقل بعض الموارد من كتابه .

قال ابن الخطيب في كتابه  : " وليس ما قدمناه من لـحن الكُتّاب في المصحف بضائره ، أو بمشكك في حفظ الله تعالى له ، بل إن ما قاله ابن عباس وعائشة وغيرهما من فضلاء الصحابة وأجلاء التابعين ، أدعى لحفظه وعدم تغييره وتبديله.


جواز الخطأ على كُتّاب المصحف : ومما لا شك فيه أن كُتّاب المصاحف من البشر ، ويجوز عليهم ما يجوز على سائرهم من السهو والغفلة والنسيان ، والعصمة لله وحده . وقد اختلفوا في عصمة الأنبياء ، والقول الراجح أنـهم معصومون فيما يتعلق برسالاتـهم فقط ، أما ما عداها فشأنـهم كشأن بقية البشر . ومثل لـحن الكُتّاب كلحن المطابع ، فلو أن إحدى المطابع طبعت مصحفا به بعض الخطأ – وكثيرا ما يقع هذا - وسايرها على ذلك بعض قرّاء هذا المصحف ، لم يكن ذلك متعارضا مع حفظ الله تعالى له وإعلائه لشأنه " (ص45-46) .


---------------------------------



وأيضا قال في فصل ( ما غيّره الحجاج في المصحف ) من كتابه الفرقان :

" قد غيّر الحجاج بن يوسف الثقفي في الصحف (وهو المصحف الذي كتب في عهد عثمان . والحجاج أول من نقط المصحف وشكله ، بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان) ، إثنا عشر موضعا :

كانت في سورة البقرة (لم يتسنّ) فغيرها {لَمْ يَتَسَنَّهْ}(البقرة/259) بالهاء .

وكانت في سورة المائدة ( شريعة ومنهاجا ) فغيرها {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}(المائدة/48).

وكانت في سورة يونس ( هو الذي ينشركم ) فغيّرها {يُسَيِّرُكُمْ}(يونس/22).

وكانت في سورة يوسف ( أنا آتيكم بتأويله ) فغيرها {أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ }(يوسف/45).

وكانت في سورة المؤمنين ( سيقولون لله ) فغيرها ِ{سيقولون الله} (المؤمنون/87). وفي نفس السورة أيضا ( سيقولون لله ) فغيرها {سيقولون الله} (المؤمنون/89) .



وكانت في سورة الشعراء  -في قصة نوح عليه السلام- ( من الخرجين ) وفي نفس السورة - وفي قصة لوط عليه السلام- ( من المرجومين ) فغير التي في قصة نوح وجعلها {مِنْ الْمَرْجُومِينَ}(الشعراء/116). وجعل التي في قصة لوط {مِنْ الْمُخْرَجِينَ}(الشعراء/167).



وكانت في سورة الزخرف ( نحن قسمنا بينهم معايشهم ) فغيرها {مَعِيشَتَهُمْ }(الزخرف/32).

وكانت في سورة الذين كفروا ( من ماء غير ياسن ) فغيرها { آسِنٍ }(محمد/15).

وكانت في سورة الحديد ( فالذين آمنوا واتقوا ) فغـيّرها {وَأَنْفَقُوا}(الحديد/7).

وكانت في سورة التكوير ( وما هو على الغيب بظنين ) فغيرها {بِضَنِينٍ}(التكوير/24) .

سبب ما فعله الحجاج من التغيير : ولم يصنع الحجاج ما صنع إلا بعد اجتهاده وبحثه مع القرّاء والفقهاء المعاصرين له . وبعد اجماعهم على أن جميع ذلك قد حدث من تحريف الكُتّاب والناسخين ، الذين لم يريدوا تغييرا ولا تبديلا ، وإنما حدث بعض ما حدث لجهلهم بأصول الكتابة وقواعد الإملاء والبعض الآخر لخطأ الكاتب في سماع ما يملى عليه ، والتباسه فيما يتلى عليه .


ولا يتنافى هذا مع قوله جل شأنه {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الحجر/9). لأن المراد بالحفظ مفهوم الألفاظ لا منطوقها (!!) لأن الألفاظ ما صيغت إلا ليستدل بـها على معان مخصوصة قصد بـها أوامر ، ونواه ، وعبادات ، ومعاملات ، وجميعها مصان محفوظ ، مهما تقادم الدهر ، وتطاول العمر " (ص50-52) .
















































-----------------------------

وقال ابن الخطيب في فصل ( التناقض الموجود في رسم المصحف ) من كتابه الفرقان :
" قصور كاتب المصحف في الهجاء : وعلم الله تعالى أن هذا الرسم لم يناقض بعضه بعضا إلا لتوهم الكاتب للمصحف الأوّل (الصحابة الذين كتبوا المصحف ؟؟) وقصوره في فن الـهجاء وخطئه -نعم أقوالها واضحة جلية بدون مواربة ، فالحق لا يقبل المحاباة ، ولا المداجاة- لأن ذلك الكاتب من البشر ، وسائر البشر يجوز في حقهم السهو ، والخطأ ، والنسيان ، والقصور ، وقد قال بذلك ، عائشة ، وابن عباس ، وغيرهما من فضلاء الصحابة الذين أخذنا عنهم الشريعة ، الدين ، والقرآن " (ص83-84) .



















































-------------------------------

قال ابن الخطيب في الفرقان : " قول عثمان بأن في كتابة المصحف لـحنا : وقد جاء أن عثمان قال – حين عرض عليه المصحف في كَتْـبَتِهِ الأخيرة - : أرى فيه لـحنا ، وستقيمه العرب بألسنتها . ولا شك أن عثمان يقصد بذلك اللحن الذي ستقيمه العرب بألستنها : الخطأ البادي في الهجاء ، والتناقض الموجود في رسم المصحف القديم .



قول عائشة بخطأ كاتب المصحف الأول : روى أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنـها قالت : ثلاثة أحرف في كتاب الله هي خطأ من الكاتب { إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}(طه/63). و {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ}(المائدة/69). و{لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ }(النساء/162).


أما وقد ثبت لنا الآن من قول عائشة (رضها) ومن قول كثير من فضلاء الصحابة : خطأ الكاتب للمصحف الأول ، فلا معنى للتمسك بـهذا الرسم ، الذي ثبت خطؤه بقول الرسول عليه الصلاة والسلام ، وقول عثمان (رض) ، وقول عقلاء الأمة وأدبائها ومفكريها . وقد كان هذا الرسم سببا في خطأ بعض القراء المشهورين ، كما سنبينه في الفصول القادمة إن شاء الله تعالى " (ص90-91) .















































 بفضل الرب يسوع المسيح قد بينا تحريف القران من لسان المسلمين انفسهم, فالذين يتهمون كتابنا بالتحريف فل يعالجوا مشاكلهم في اثبات ان القران محرف ام لا, ناقص ام كامل .


قال الرب يسوع المسيح "فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" (مت5: 18).وأيضًا "السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مر13: 31)..


و المجد للمسيح دائما وابدا امين 

صلوا من اجلي 




الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

من هم مؤلفوا القران !!!

((إذا انطلق الإنسان في بحثه عن الحقيقة من مقدّمات أكيدة، فسينتهي حتماً إلى الشك. ولكنه إذا كان مصمّماً بأن ينطلق من مقدّمات شكية فإنه سيتوصّل إلى نتائج دقيقة)) [فرنسيس بيكون 1561- 1626]

مقدّمة :

حسب الإسلام، إنّ التشكيك بمقولة أنّ القرآن نزل على رسول الله، وأنه كلام الله نفسه هو كفر واضح. وقد يواجه المسلم الحكم بالموت ببساطة فقط لأنه لوجود بذرة الشك حول أصالة القرآن في نفسه. فالقرآن فوق كل شيء. وليس هناك أي شيء بين خلق الله أكثر قداسةً من القرآن.
خلال مرحلة البحث والتحقيق في كتب التراث، نجد أنّ هناك الكثير من الأشخاص المشاركين في عملية تجميع وتدوين القرآن. وهم غير معروفين بالنسبة لأغلب المسلمين في العالم الإسلامي. وهناك أدلّة غزيرة بين ثنايا صفحات القرآن، والحديث، والسيرة التي تبطل الزعم القائل أنّ الله قد خلق القرآن. وأنا أعتقد أنّ جعل الله هو مؤلّف القرآن هو الكذبة الأساسية التي تمّ فرضها على الجنس البشري لأكثر من ألفية كاملة. وبإمكاننا أن نقول ونحن متأكّدين انه لم يكن محمد هو الوحيد الذي قام بتأليف القرآن. ففي الواقع، إنّ الجزء الأكبر من القرآن ملهم أو مكتوب أو مفبرك على أيدي العديد من الأشخاص غير محمد. ومن أبرزهم:


● أمرؤ القيس: شاعر عربي قديم توفي قبل عدّة عقود من ولادة محمد.
● زيد بن عمرو بن نفيل: قام بالارتداد عن الإسلام ثمّ بشّر للحنيفية.
● لبيد: شاعر عربي.
● حسّان بن ثابت: الشاعر الرسمي لمحمد.
● سلمان الفارسي: أحد أتباع محمد المخلصين ومستشاريه.
● الرّاهب بَحيرا: راهب نسطوري تابع للكنيسة السورية.
● جبر: جار مسيحي لمحمد.
● ابن قمتة: عبد مسيحي.
● خديجة بنت خويلد: زوجة محمد الأولى.
● ورقة بن نوفل: ابن عم خديجة زوجة محمد.
● أبَي بن كعب: أحد كتبة القرآن، كان مقرّبأً جداً من محمد.
● محمد نفسه.

كما أنّ هناك آخرين شاركوا في تأليف القرآن بشكل مباشر أو غير مباشر:
● الصابئة
● عائشة: الطفلة التي تزوّجها محمد.
● عمر بن الخطاب صديق محمد ورفيق دربه والخليفة الثاني بعد أبو بكر.
● عبد الله بن سلام بن الحارث: كان يهودياً ثمّ تحوّل إلى الإسلام.
● مخيريق: حاخام يهودي سابق تحوّل أيضاً إلى الإسلام.


طبعاً، الأشخاص الذين وردت أسمائهم في القائمة هنا ليسوا هم الوحيدين الدين ساهموا بتأليف القرآن، بل قد يكون هناك الكثير من الأفراد والفرق الأخرى المشاركين في بناء القرآن لم أذكرهم. لكن القائمة المذكورة في الأعلى قد تكون كافية لتكوين نظرة شاملة حول المسألة. في هذه الدراسة قمت بدراسة المصادر أعلاه ودورها في النص القرآني.
والآن، لفهم القرآن وكتّابه ومؤلّفوه، علينا قبل كل شيء أنّ نفهم الخلفية الاجتماعية والثقافية التي نشأ فيها محمد، رسول الله.

۞ الأصول الوثنية لمحمد

تلك حقيقة لا تقبل الشك أنّ محمد قد ولد من أبوين وثنيين. والده عبد الله، ووالدته آمنة كانا وثنيين، وكانا يعبدان أصناماً متعدّدة. وطفولته كانت (على الأرجح حتى بلغ سنّ المراهقة) وثنية بالكامل. وسيرى الكثير من المسلمين اليوم صعوبة بالغة في تقبّل هذه الحقيقة. على كل حال، أصل محمد الوثني يؤكّد هشام ابن الكلبي في كتابه "الأصنام" ص 17، حيث ينقل لنا:
((وقد بلغنا أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها يوماً، فقال: لقد أهديتُ للعُزّى شاةً عفراءَ، وأنا على دين قومي)) [الأصنام، ص19]
ونستنتج من التصريح أعلاه أنّ محمد يعترف بماضيه الوثني _الدين الرسمي لقريش.
مبدئياً، مدح محمد الآلهة الرئيسية الثلاثة (الأصنام) للوثنيين عندما وافق القرشيين في موقف معيّن بأنّ هذه الآلهة كانت شفيعة عند الله. وفي نفس الصفحة ينقل لنا الكلبي:
واللات والعُزّى
ومناة الثالثة الأخرى
فإنّهن الغرانيق العلا
وإنّ شفاعتهنّ لترتجى [الأصنام، ص19]
وكان يطلق على هذه الإلهات الثلاث اسم "بنات الله" وكان يعتقد أنّ لهنّ شفاعةً عند الله. عندما أنزل الله على محمد الآيات التالية مصحّحاً: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى } [النجم: 19- 23].
عندما بلغ محمد سنّ الرشد وبدأ بحضور الاجتماع السنوي للشعراء العرب في سوق عكاظ، أضحى شديد الإعجاب والتأثّر بأفكار وفصاحة وشاعرية وإنسانية وطريقة تفكير العديد من أولئك الشعراء. حيث أنه في تلك الفترة بالذات بدأ بالتشكيك بديانته الوثنية والتبشير بمفهومه الجديد عن الإله الواحد، الخالق _وهذا المفهوم مشابه للمفهوم اليهودي والمسيحي في ذلك الوقت. ومع ذلك، كان متحيّراً بشأن أي إله سيتخذه رباً له. الله، الإله (إله القمر، ويشير إلى ذلك رمز الهلال الإسلامي الموجود على قباب المساجد) حيث أنه في ذلك الزمن كان هو إله الوثنيين الأعلى. عيبهم الوحيد كان أنهم وبالإضافة إلى الله كانوا يعبدونه، كشفعاء عند الله، الأعظم والأعلى، آلهة وإلهات أخرى مثل: هبل، اللات، العزى، مناة... إلخ. لذلك، وأثناء بدايات تشكّل مفهومه عن الخالق ، كان الله يخرج من حيّز عقله. بالإضافة إلى أنه في ذلك الوقت بالذات كان السحرة والمشعوذون والعرّافون وحتى عبدة الشيطان يقسمون بالله. وهكذا، وجد محمد أنه من المناسب جداً جعل (الله) إلهاً له "إيلاه".
خلال تلك الفترة الوثنية كان أهل اليمن يعبدون إلهاً آخر كانوا يطلقون عليه اسم "الرحمن". وقد تبنّى محمد لفترة معينة اسم "الرحمن" اسماً لإلهه. بنفس الوقت، كان الرحمن أيضاً كلمة يهودية "رحمانة" التي كانت تعتمد تسميةً للإله خلال الحقبة التلمودية [تاريخ القرآن: تيودور نولدكه، ص 53]. لقد اعتقد محمد بذكاء أنّه وباستعمال الكلمة "الرحمن" سيكون قادراً على جذب الانتباه إلى عقيدته الجديدة، اليهود والوثنيين في نفس الوقت. لاحظوا من فضلكم أنّ الله لم يذكر في أي مكانٍٍ من القرآن أنّ له تسعاً وتسعين اسماً إضافياً، ومن ضمنهم "الرحمن".
لذلك، عندما أعلن نفسه رسولاً للرحمن، شعر المكيّون بدورهم أيضاً بالضياع والارتباك. لم يكن المكيون يعرفون أي "رحماناً" آخر غير الرحمن في اليمامة (بعض الكتاب يقولون أنّ الرحمن كان في اليمن). وللتحقق من ادّعاء محمد أرسل القرشيّون وفد إلى يهود المدينة، حيث أنهم اعتقدوا أنّ الرحمن كان فعلاً إلهاً في اليمن أو اليمامة. حيث يقول المؤرّخ الإسلامي ابن سعد في طبقاته:
((بعثت قريش النضر بن الحارث بن علقمة وعقبة بن أبي معيط وغيرهما إلى يهود يثرب وقالوا لهم سلوهم عن محمد فقدموا المدينة فقالوا أتيناكم لأمر حدث فينا منا غلام يتيم حقير يقول قولا عظيما يزعم أنه رسول الرحمن ولا نعرف الرحمن إلا رحمان اليمامة قالوا صفوا لنا صفته فوصفوا لهم قالوا فمن تبعه منكم قالوا سفلتنا فضحك حبر منهم وقال هذا النبي الذي نجد نعته ونجد قومه أشد الناس له عداوة)) [الطبقات الكبرى، ابن سعد، ص 189- 190]
عندما نقرأ، بعقل غير متحيّز، السور الخمسين الأولى (حسب الترتيب الزمني) من القرآن نلاحظ التشويش والارتباك الذي وقع فيه محمد بين الرب، الله، والرحمن. لم يكن محمد متأكّداً أي من هؤلاء الثلاثة سيتخذه إلهاً له. هنا سنعرض السور الخمسين التي توضّح لنا نظرة محمد إلى الله:
الرب الواحد: القلم، الليل، الفجر، الشرح، العاديات، الكوثر، الفيل، الناس، القدر، قريش، القيامة (11 سورة)
الرحمن، الرّبّ: الرحمن، يس (سورتان)
الرحمن، الله، الرّبّ: طه (سورة واحدة)
الله، الرّبّ: المزّمّل، القدر، المدثر، التكوير، الأعلى، النجم، البروج، ق، ص، الأعراف، الجن، الفرقان، فاطر، الواقعة، الشعراء، النمل، القصص، الإسراء (18 سورة).
وهذا يعرض تذبذب محمد وتشوّشه وجهله المبدئي بأمور إلهه (إيلاه).
ويؤكّد القرآن أيضاً أنه عندما بدأ بالتبشير بإيمانه الجديد، كان محمد ضائعاً، مرتبكاً ولم يكن يعرف الكثير عن الأمور الدينية. حيث يقول القرآن هنا:
كان محمد ضالاً، فهداه الله {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى: 7]
ويرد ابن كثير في شرحه تفسيراً غريباً لهذه الآية لا يتجاوز عن كونه مجرّد ميثة أو حكاية خيالية من خيالات الأطفال. لكنه يرد تفسيراً آخر على لسان قتادة ((وقال قتادة في قوله ( ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى ) قال كانت هذه منازل رسول الله قبل أن يبعثه الله عز وجل)) أي أنه كان يتيماً فآواه جدّه ثم عمّه من بعده، وكان ضالاً أي وثنياً على دين قومه حسب الاعتبارات الإسلامية، فهداه الرب إلى الإسلام.
كان محمد في الماضي طائشاً {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 3]، وما يؤكّد الطرح في الآيتان السابقتان ما جاء في الآية التالية، وهذا إقرار مباشر من الرب بأنّ محمداً لم يكن يعرف الإيمان ولا الكتاب وكان "ضالاً" {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52]. إذن كيف تعلّم محمد أسس وقواعد ديانته الجديدة؟ اقرأ التالي لتعرف.

۞ امرؤ القيس
كان الشعر بالنسبة للعرب القدماء شغفاً. فقد كان للشعراء مكانة رفيعة في المجتمع، كما أنّ كلمات العديد من الشعراء البارعين كانت تعتبر في المرتبة الثانية بعد كلمات الله. ففي أرض صحراوية، خالية من الترفيه وكافة أساليب الرخاء الطبيعي، كان العرب القدماء يجدون العزاء، والسلام، والهدوء، والعاطفة الهيّاجة للحرب والانتقام من خلال كلمات شعرائهم. حيث أنّ الشعراء كانوا بمثابة الغذاء العقلي والفكري لأقوامهم. فقط سبعة من هؤلاء الشعراء كانت قصائدهم تعلّق بشكلٍ دائم على جدران الكعبة، كانت تلك القصائد تعرف باسم "المعلّقات".
ورد في "قاموس الإسلام" [ص 460] أنّ تلك القصائد كانت تعرف أيضاً باسم "المذهّبات"، لأنها كانت مكتوبة بماء الذهب. أمّا كتّاب تلك القصائد هم: زهير، طَرَفَة، امرؤ القيس، عمرو بن كلثوم، الحارث، عنترة، ولبيد.
ومن بين هؤلاء الشعراء الخالدين كان أشهرهم "امرؤ القيس"، الذي يعتبر "ملك" أو أسطورة الشعر العربي من دون منازع. كان امرؤ القيس أميراً، كما أنّ والده كان ملكاً عشائرياً عربياً. وبسبب ولعه العاطفي بالحب والشعر كان قد أرهق أباه وأتعبه، فطرده والده من قصره. فيما بعد، عاش حياة عزلة يرعى الغنم والخراف مكرّساً جلّ حياته للشعر. في النهاية، أصبح شاعراً جوّالاً يهيم على وجهه وقضى حياةً كئيبةً عندما كادت قبيلته أن تفنى في حرب عشائرية. سافر في الأرجاء حتى وصل في النهاية إلى مدينة القسطنطينية. ويقال أنّه قتل على يد حاكم المدينة لأنه أسر قلب أميرة رومانية بحبّه وشعره وقصائده. مات خلال الفترة ما بين عامي 530- 540 بعد الميلاد، قبل ولادة محمد. أمّا قصائده منقطعة النظير كانت تتردّد على شفاه جميع العرب، ومن المؤكّد أنّ محمد قد حفظ الكثير من أعماله الخالدة. ويقال أنّ محمد قد مدح امرؤ القيس وقال عنه أنه أعظم الشعراء العرب. إذن ليس هناك أدنى شك أنه متأثراً بأشعار امرؤ القيس ومتحمّساً بتقليد أشعاره في المراحل الأولى من عملية تأليف القرآن.
يدرج مؤرّخو القرآن عادةً سورة العلق كأوّل سورة نزلت من الله إلى محمد. على أية حال، دراسة منتظّمة للقرآن قد تكشف أنّ القضية ليست كذلك. في الحقيقة، ورد في معجم الإسلام [ص 485] استشهاد بالمصادر الإسلامية، أنّ الآيات المبكّرة (قبل نزول الوحي الأول لسورة العلق) على الأرجح هو كالتالي:
السورة رقم 99 (سورة الزلزلة).
السورة رقم 103 (سورة العصر).
السورة رقم 100 (سورة العاديات).
السورة رقم 1 (سورة الفاتحة).
هذه السور قصيرة، ومغرقة في روحانيتها، وساحرة. وقد يكون من المفيد إلقاء نظرة متفحّصة على اثنين من هذه السور القصيرة:
■ سورة الزلزلة 99
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) }
■ سورة العصر 103
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
قام سانت كلير تسدل كاتب المقالة الشهيرة [مصادر الإسلام، ص 235- 236]ٍ من خلال المقارنة بين فقرتين من المعلقات السبع، وجد تشابهاً وتماثلاً كبيراً مع آيات في القرآن.
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]
{وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى: 1- 2]
ويقول تسدل معلّقاً على الآية الأولى: ((قال المؤرّخون إنه جرت العادة سابقاً بين العرب أنه إذا نبغ بينهم رجلٌ فصيحٌ بليغ، وألّف قصيدة بديعة غرّاء علّقها على الكعبة، وأنّ هذا هو سبب تسمية "المعلّقات السبع" بهذا الاسم، لأنها علّقت على الكعبة... ومن الحكايات المتداولة في عصرنا الحاضر أنّه لمّا كانت فاطمة بنت محمد تتلو الآية الأولى من سورة القمر سمعتها بنت امرئ القيس، فقالت لها: هذه قطعة من قصائد أبي، أخذها أبوك وادّعى أنّ الله أنزلها عليه.)) [نسخة إلكترونية، ص12]
لذلك، فالعلاقة بين امرؤ القيس وبعض الآيات القرآنية المبكّرة واضحة جداً. ويتابع تسدل في التعليق على هذه الصلة: ((من الواضح وجود مشابهة بين هذه الأبيات وبين آيات القرآن. فإذا ثبت أنّ هذه الأبيات هي لامرئ القيس حقيقةً، فحينئذٍ يصعب على المسلم توضيح كيفية ورودها في القرآن، لأنه يتعذّر على الإنسان أن يصدّق أنّ أبيات وثني كانت مسطورة في اللوح المحفوظ قبل إنشاء العالم.
ولست أرى مخرجاً لعلماء الإسلام من هذا الإشكال إلا أن يقيموا الدليل على أنّ امرؤ القيس هو الذي اقتبس هذه الآيات من القرآن، أو أنها ليست من نظم امرؤ القيس الذي توفي قبل محمد بثلاثين سنة)). [نفس المصدر، ص 13]
في الواقع، إنّ كلمة "الله" موجودة بين أبيات المعلّقات السبعة، وضمن قصائد ديوان لبيد. لذا عندما يزعم المسلمون أنّ القرآن هو كلام الله، هل يقصدون أنّه نسخة أبيات شعرية من قصائد أمرؤ القيس؟
ينبغي علينا الآن أن نتعرّض الآن بشكل مختصر إلى مساهمة زيد بن عمرو بن نفيل في تدوين القرآن.

۞ زيد بن عمرو بن نفيل
خلال فترة حياة محمد، كانت تتشكّل حركة دينية جديدة لمواجهة الوثنية، بقيادة مجموعة من المفكّرين الأحرار. رفضت هذه الجماعة آلهة الوثنية، ولتحقيق حاجتهم الروحية كانوا يبحثون عن ديانة جديدة. كانوا يعرَفون باسم "الحنفاء" أو "المتحنّفين".
ورد في معجم الإسلام [ص 161- 162] أنّ المعنى الأصلي لكلمة "الحنيف": المنحرف أو الضال، بمعنى آخر هو المرتد عن دينه إلى دين آخر.
أمّا المعنى الآخر لكلمة "الحنيفية" فهو: 1) أي أحد متحمّس للإسلام. 2) متشّدد في إيمانه. 3) أو على ملّة النبي إبراهيم.
يقول سانت كلير تسدل في كتابه "مصادر الإسلام": ((وأصل كلمة "حنيف" في اللغة العبرية والسريانية تعني: نجس أو مرتد. لأنّ عَبَدَة الأصنام من العرب أطلقوا على زيد وأصحابه لقب "حنفاء" ليصفوهم بالارتداد، لأنهم تركوا ديانة أسلافهم عََبَدَة الأصنام)) [ص 70- 71].
استعمل محمّد فيما بعد كلمة "حنيف" للدلالة أولاً على ديانة إبراهيم، ثمّ ثانياً إلى أيّ شخص مخلص لدين الإسلام. لذلك، من المفترض أن يكون المسلمون حنفاء، وبشكلٍ أكثر دقة، أتباع زياد!
في نفس المقالة وضمن نفس الصفحة يقول تسدل: ((فاستحسن محمد والعرب الحنفاء أن يختصّوا بهذا اللقب، وفسّروا هذا اللقب تفسيراً حسناً وصبغوه بمعنى مناسب)) [نفس المصدر، ص 71].
وحسب رواية ابن إسحاق [ص 99] أشهر هؤلاء الحنفاء المرتدّين في مكّة خلال الفترة التي عاش فيها محمد هم:
● ورقة بن نوفل: حيث أنه أصبح فيما بعد مسيحياً.
● عبيد الله بن جحش: أصبح مسيحياً بعد أن هاجر إلى الحبشة. كانت زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان، وقد تزوّجها محمد فيما بعد.
● عثمان بن الحويرث: رحل فيما بعد إلى الإمبراطورية البيزنطية، وأصبح مسيحياً.
● زيد بن عمر بن نفيل: ترك ديانته الأصلية الوثنية، ويقال أنه عبد إله إبراهيم.
كان ورقة ابن عم خديجة، زوجة محمد الأولى. ويقترح بعض الكتّاب أنّه كان يهودياً قبل أن يعتنق المسيحية. عبيد الله كان حفيد عبد المطّلب وعثمان بن الحويرث كان له موقع عالي وهام في المحكمة البيرنطية في سوريا.
فقط زيد بن عمرو بقي حنيفياً متشدّداً. وقد اعتاد على القول: "أنا أعبد ربّ إبراهيم"، إلا أنه قد عاتب شعبه على ضلالهم وانحرافهم عن طريق الحق. [ابن إسحاق، ص 287]
حسب ما ورد في مقالة تسدل كان زيد دائماً يتعبّد داخل غار بالقرب من مكّة، وليس هناك شكّ أنّ محمداً قد تأثر بزيد، وأنه قد أعجب بطريقته حتى أنه كان يذهب إلى نفس الغار طلباً للهدوء والعزلة والعبادة (([أفادنا ابن هشام في سيرته ج2، ص80- 81 أنّ خطّاباً (عم زيد) طرده من مكّة وألزمه أن يقيم على جبل حراء أمام تلك المدينة، ولم يأذن له بالدّخول إلى مكّة. وكذلك نستفيد من هذا الكتاب أنّ محمّداً كان معتاداً أن يقيم في غار جبل حراء في صيف كل سنة للتحنّث حسب عادة العرب. فالأرجح أنه كان يجتمع بزيد بن عمرو، لأنه أحد أقربائه. وأقوال ابن إسحاق تؤيّد هذا القول، لأنه قال أنه لمّا كان محمد في ذات هذا الغار ((جاءه جبريل بما جاءه من كرامة الله وهو بحراء في شهر رمضان... كان رسول الله يجاور في حراء من كل سنةٍ شهراً))] [مصادر الإسلام، ص 70].
وينقل لنا ابن إسحاق أنّ زيد بن عمرو عندما كان يقابل القبلة كان يستعيذ بالذي كان يستعيذ به النبي إبراهيم. [ابن إسحاق، ص 99- 100]
كما أنّ زيد كان يمقت قتل الحيوانات من أجل تقديم الأضاحي للأصنام، وأدان الممارسات والطقوس الوثنية لوأد الإناث المولودات (وأظنّ أنّ عادة وأد البنات كانت عادة نادرة جداً، هذا إذا لم تكن حالة وحيدة هي التي تمّ ذكرها في القرآن والحديث: هذه الكتب تتحدّث عن تلك الممارسات الوثنية بشكلٍ مبهم ومن دون أي ذكر محدّد لعملية الوأد).
ذات مرّة رأت ابنة أبو بكر "أمينة" العجوز زيد بن عمرو داخل الكعبة. وينقل ابن إسحاق لنا ذلك الخبر ((هشام، عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما، مسندا ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معاشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري. ثم تابع يقول: يا الله، لو عرفت كيف تريد أن أعبدك فسأعبدك، لكني لا أعرف. ثم تمدّد وأسند رأسه على راحتي يديه)) [ابن إسحاق، ص 99- 100]
إنّ السجلاّت التاريخية لا تذكر بوضوح ما الذي حدث لزيد بن عمرو بن نفيل بالضبط. على أيّة حال، كتب ابن إسحاق أنّ والد الخليفة عمر، الخطّاب، (أي أنّ عمر بن الخطّاب كان ابن عمّ زيد) كان يضايق زيد ويضطهده بشدّة، وفي النهاية مات مقتولاً. أمّا من الذي قتل زيد، فقد بقي ذلك لغزاً. ويعلّق هنا ابن إسحاق: (( أنّ خطّاباً طرده من مكّة وألزمه أن يقيم على جبل حراء أمام تلك المدينة، وكان زيد يزور مكة سرّاً... ثم غادر زيد مكّة ساعياً وراء دين إبراهيم _حيث طاف أرجاء سوريا. ثمّ عاد إلى مكّة لكنه قتل)). [ابن إسحاق، ص 102]
إذن كما رأينا في الأعلى، فبسبب موقفه الثابت على مبادئ الحنيفية، وبسبب تعليقاته الساخرة من الوثنية، قامت قريش بنفيه من مكّة وحُرّم عليه البقاء فيها. كان شخصاً منبوذاً، مقاطَعاً ومزدرىً بشدّة من قبل القرشيين. وجب عليه العيش في الغار في جبل حراء، مقابل المدينة. محمد الذي كان شخصاً يائساً وكئيباً في ذلك الوقت، اعتاد على زيارة زيد في ذلك الغار.
ونلاحظ أنّ ابن إسحاق نقل لنا أخبار محمد وكيف أنّ جبريل كان ينزل عليه في ذلك الغار. وعندما نضع باعتبارنا حقيقة أنّ محمد قد اعترف أنّ جبريل، في عدّة مناسبات، قابل محمد في شكل بشري، ويبدو الأمر شبيهاً عندما كان محمد يزور زيد بن عمرو ليتعلّم منه الدين الحنيفي الجديد، وعلى الأرجح أنه كان يظنّ أنّ زيد ما هو إلا الملك جبريل ذاته. كما أنه من المرجّح أنّ زيد بن عمرو قد اهتمّ بتعليم محمد كيفية القراءة والكتابة، وقصائده _أو بالأحرى آياته_ التي أصبحت فيما بعد آيات قرآنية.
يذكر ابن إسحاق في سيرته [ص 105] أنّ محمداً اعتاد الصلاة في غار حراء كل سنة ولمدّة شهر كامل لممارسة "التحنّث"، وهو عبارة عن طقس وثني (وذلك دليل على خلفية محمد الوثنية). والتحنّث هو التبرّر أو الولاء الديني، حسب لغة قريش. ويؤكّد البخاري في صحيحه أنّ محمد قد زار زيد في معتزله في غار حراء. وأنه قد عرض عليه لحماً من حيوان تم التضحية به للأصنام.
((عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فقدمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة، فأبى أن يأكل منها، ثم قال زيد: إني لست آكل مما تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذكر اسم الله عليه. وأن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله، وأنزل لها من السماء الماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله. إنكارا لذلك وإعظاما له.)) [صحيح البخاري، كتاب فضائل الصحابة، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل، 3614]
((عن ابن عمر: أن زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام، يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالما من اليهود فسأله عن دينهم، فقال: إني لعلي أن أدين دينكم فأخبرني، فقال: لا تكون على ديننا، حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله، قال زيد: ما أفر إلا من غضب الله، ولا أحمل من غضب الله شيئا أبدا، وأنى أستطيعه؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا، قال زيد: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا ولا يعبد إلا الله. فخرج زيد فلقي عالما من النصارى فذكر مثله، فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله، قال: ما أفر إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله، ولا من غضبه شيئا أبدا، وأنى أستطيع؟ فهل تدلني على غيره؟ قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفا، قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديا ولا نصرانيا، ولا يعبد إلا الله. فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام خرج، فلما برز رفع يديه، فقال: اللهم إني أشهد أني على دين إبراهيم)) [السابق، 3615]
((عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: رأيت زيد بن عمرو بن نفيل قائما، مسندا ظهره إلى الكعبة، يقول: يا معاشر قريش، والله ما منكم على دين إبراهيم غيري. وكان يحيي الموءودة، يقول للرجل إذا أراد أن يقتل ابنته: لا تقتلها، أنا أكفيكها مؤونتها، فيأخذها، فإذا ترعرعت، قال لأبيها: إن شئت دفعتها إليك، وإن شئت كفيتك مؤونتها.)) [السابق، 3616]
الحديث الأول يخبرنا شيئاً عن وثنية محمد، حيث أنه في البداية كان قد تناول لحم الضحية التي قدمها قومه الوثنيون إلى الأصنام. (ويؤكّد هذا الكلام هشام بن الكلبي) لكنّ زيد بن عمرو رفض وبعناد أكل لحم أي حيوان تمّت التضحية به لأجل الأصنام. وقد تعلّم محمد من زيد عادة الامتناع عن أكل لحوم الأضاحي المقدّمة للأصنام (أو اللحم الحرام). أمّا الأحاديث الباقية فهي تخالف بوضوح الحديث الأول حول مسألة تناول محمد للحم الحرام. على كل حال، إذا أمعنا النظر في هذه الأحاديث فسنلاحظ مباشرة أنّ محمد قلّد زيد في عادة اللحم الحلال، كما أنه أخذ من زيد فكرة إلهه. وبعد كل ذلك، هل بإمكاننا أن نتوصّل إلى نتيجة أنّ فكرة الإسلام قد جاءت من عند زيد؟ في السيرة النبوية لابن إسحاق [ص 102] نجد العديد من المقاطع الشعرية التي ألّفها زيد متشابهة مع الكثير من الآيات القرآنية. لذلك، أليس ذلك كافياً لنقول أنّه بعد حادثة القتل الغامضة والطارئة والمبهمة التي راح ضحيّتها زيد، أنّ محمد أخذ عباءته، فلسفته، شعره، حماسه لنشر الحنيفية؟ [سأفرد ملحقاً خاصاً للأبيات الشعرية الخاصة بزيد والآيات القرآنية التي تماثلها]
كتب ابن إسحاق في سيرته [طبقات ابن سعد، ج1، ص 185] أنه عندما بدأ محمد بنشر عقيدته (الإسلام)، وقد سأل في أحد الأيام شخص ما عن معنى كلمات زيد بن عمرو، فأجاب محمد ((فقد رأيته في الجنة يسحب ذيولاً)) وهذا يؤكّد أنّ محمد اعترف بفضل ومساهمة زيد تجاه مفهوم الإسلام عن الحنيفية.
المقتطفات التالية هي من كتاب "الطبقات الكبرى" لابن سعد حيث نراه يثبت أنّ محمد قد حصل على فكرة الإسلام من زيد بن عمرو [ج1، ص 185]
((قال زيد بن عمرو بن نفيل شاممت النصرانية واليهودية فكرهتهما فكنت بالشام وما والاه حتى أتيت راهبا في صومعة فوقفت عليه فذكرت له اغترابي عن قومي وكراهتي عبادة الأوثان واليهودية والنصرانية فقال لي أراك تريد دين إبراهيم يا أخا أهل مكة انك لتطلب دينا ما يؤخذ اليوم به وهو دين أبيك إبراهيم كان حنيفا لم يكن يهوديا ولا نصرانيا كان يصلي ويسجد إلى هذا البيت الذي ببلادك فالحق ببلدك فإن نبيا يبعث من قومك في بلدك يأتي بدين إبراهيم بالحنيفية وهو أكرم الخلق على الله))
من الواضح جيداً أنّ زيد قد كتب بعض السور القرآنية بنفسه (على الأرجح حوالي ثلاثين سورة، بدون تسلسل تاريخي أو زمني) ومن ضمنها تلك السور التي تتناول حنيفية النبي إبراهيم:
{قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [البقرة: 135]
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 67]
{فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 95]
{وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125]
{حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 79]
{مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 161]
{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 160]
{وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يونس: 105]
{حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} [الحج: 31]
{مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البيّنة: 5]
{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} [الروم: 30]
كما ذكرت سابقاً، زيد بن عمرو كان ضدّ الشعائر والطقوس والآلهة الوثنية قلباً وقالباً، كما أنه عارض ممارساتها في وأد البنات. وقد ذكر القرآن هذه الممارسات النادرة التي كان يمارسها القرشيون ضمن ثلاث آيات:
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل: 58]
{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} [الإسراء: 31]
{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ} [التكوير: 8- 9]
من الواضح أنّ الآيات الواردة في الأعلى قد استلهمها محمد بشكل أو بآخر عن زيد بن عمرو بن نفيل، والأرجح أنّ زيد كتبها بنفسه أيضاً. فيما بعد، عندما مات زيد، قام محمد ببساطة بوضعها في قرآنه وزعم أنها من عند الله... وتؤكّد الأمثلة السابقة أنّ محمد قد نسخ قصص ومفاهيم وأسلوب زيد بن عمرو في تدوين القرآن.

۞ لَبيد
كان لبيد شاعراً مخضرماً، وكان له الأثر الكبير على محمد الذي قدّره حق قدره وأعجب به جداً. وسنتعرّض هنا للكلام عن مساهمة لبيد في تدوين القرآن.
هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري. ويخبرنا معجم الإسلام [ص 282] أنّ لبيد قد توفي في الكوفة بالعراق وكان عمره قد بلغ أكثر من 157عاماً. وكما قلنا سابقاً، كان لبيد أحد الشعراء السبعة الخالدين الذين كتبوا المعلّقات. ويدّعي المؤرّخون الإسلاميون أنّ لبيد قد اعتنق الإسلام عندما قرأ الآية الأولى من سورة البقرة، حين رآها معلّقة على جدار الكعبة، ويقال أنه سحب معلّقته واعتنق الإسلام. وهذا الادّعاء طبعاً لا يمكن أن يكون صحيحاً، حيث أنّ الآية الأولى من سورة البقرة تقول {ألم} هذه الرسالة الملغّزة التي ادّعى محمد أنها نزلت إليه من عند الله ولا أحد يعرف ما القصد منها سوى الله. أمّا البيت الشعري الذي قاله لبيد فقد كان: ((ألا كل شيء، ماخلا الله، باطل)). وقد قال محمد نفس الشيء للبيد _الشاعر الحقيقي.
حتى ولو قبلنا فكرة أنّ لبيد أصبح مسلماً بعد أن قرأ آية محمد، عندها من الواضح أنّ لبيد كان بالطبع هو الذي ساعد محمد في تأليف وبناء بعض آيات النص القرآني، التي أصبحت فيما بعد رسائل نزلت من الله على نبيه. تلك الآيات التي كتبها لبيد بالنيابة عن محمد كانت تلك الآيات التي تتعامل مع مسألة التقوى، الحثّ على أعمال الخير، وبعض القصص و الطقوس والأساطير العربية... إلخ.
وفي الأحاديث نلاحظ وجود أدلة وإشارات إلى لبيد، هنا بعض الأمثلة:
● صحيح البخاري:
((عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((أصدق كلمة قالها الشاعر، كلمة لبيد: * ألا كل شيء، ماخلا الله، باطل * وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم)) [5، 58، 181]
● صحيح مسلم:
((عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال "أشعر كلمة تكلمت بها العرب كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل")) [28، 5604]
أعتقد أنّ محمداً، في البداية، أراد أن يبلغ الشهرة كشاعر عن طريق تقليد أسلوب وألفاظ وإيقاعات شعراء عصره المخضرمين. إلا أنّ أميته حالت دون ذلك، وكانت عقبة في طريقه الذي أراده لنفسه، حتى قابل زيد بن عمرو بن نفيل والشاعر لبيد _معلّماه ومرشداه اللذان سيغيّران مسار حياته بالكامل.
في البداية، وقبل أن يتزوّج من خديجة، من المحتمل أنّ محمد كان يحلم بأن يصبح شاعراً مخضرماً. وكان يكنّ الكثير من الإعجاب والتقدير للشخصيات الثلاثة التي مرّت معنا، الشاعران امرؤ القيس ولبيد، وزيد بن نفيل ذو النزعة الإنسانية بلغة اليوم. وبعد زواجه بخديجة، قابل الكثير من الشخصيات من معارف زوجته والتي كان لها اطلاعات واسعة على أمور دينية أخرى غير الوثنية، وقد بدّل رأيه. الآن، بدأ يفكّر بنظام عقائدي جديد. في الحقيقة، ورد في القرآن أنّ القرشيون قد اعتقدوا أنّ محمد كان يحاول أن يصبح شاعراً ويكتب قصائد، لكنّ الله أحبط اعتقاداتهم وظنونهم الخاطئة.
هنا نورد بعض الآيات التي تثبت الناحية الشاعرية عند محمد: {أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ} [الطور: 30]
اعتقد الناس أنّ محمداً كان شاعراً حالماً، وأرادوه أن يقرأ عليهم بعض الأبيات الشعرية التي ألّفها، أو أن يريهم معجزة من المعجزات التي من المفترض أنّ الله قد أمدّه بها كما أمدّ باقي الأنبياء من قبله: {بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ} [الأنبياء: 5]
لم يكتب محمد أي شعر، فمعجزته الوحيدة والواضحة هي القرآن: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ} [يس: 69]
محمد ليس شاعراً مجنوناً، ما هو إلا رسول قد جاء بالحق وليثب رسالة الأنبياء الذين جاؤوا قبله: {وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ * بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 36- 37]
القرآن ليس كلام محمد، ولا هو كلام كاهن:{ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُون * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ} [الحاقة 41- 42]


۞ حسّان بن ثابت
كان حسّان بن ثابت هو شاعر محمد الرسمي. وقد ألّف ديواناً كاملاً، مختارات أدبية وميثولوجية من الشعر العربي القديم. وعندما هاجر محمد إلى المدينة جعل من حسّان بن ثابت شاعره الخاص. ومع ذلك، كان لحسّان خصائصه وميّزاته الخاصّة. ومع أنه كان الشاعر الشخصي لمحمد، إلا أنه كان يكنّ كرهاً عميقاً للمسلمين. في كتاب "سيرة رسول الله" يقول البروفيسور ألفريد غيلايوم: ((لم يكن حسّان بن ثابت يحب هذا التزايد المطّرد في أعداد المسلمين. وكان يعتبر المسلمين المشرّدين كمصدر إزعاج تام. لم يستضف أياً من المهاجرين في بيته، كما أنه لم يؤاخي أياً منهم)).
على الأرجح أنّ حسّان شاعراً مأجوراً عند محمد. وكان يتقاضى أجره جرّاء إعداد قصائد حسب المواصفات المحمدية. وهذا ما تؤكّده الأحاديث التي نورد بعضها هنا.
● طلب محمد من حسّان أن يقرأ الشعر في المسجد ((عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة؛ أن عمر مر بحسان وهو ينشد الشعر في المسجد. فلحظ إليه. فقال: قد كنت أنشد، وفيه من هو خير منك. ثم التفت إلى أبي هريرة. فقال: أنشدك الله! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أجب عني. اللهم! أيده بروح القدس"؟ قال: اللهم! نعم.)) [صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل حسّان بن ثابت، 2485]. نستنتج من هذا الحديث بما لا يدع مجالاً للشك أنّ حسّان كان معتاداً على إلقاء الشعر في المسجد. ألا يمكن أن تكون قصائده إحدى الآيات القرآنية؟!!
● أمر محمد الشاعر حسّان بهجاء المشركين والوثنيين ((البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت "اهجهم، أو هاجهم، وجبريل معك".)) [السابق، 2486] يؤكّد هذا الحديث أنّ حسّان قد اعتاد على إعداد قصائد حسب طلب محمد _بنفس الطريقة التي أنزل بها الله القرآن عن طريق جبريل.
● هجاء حسان بن ثابت للمشركين ما عدا محمد ((عن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجاء المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فكيف بنسبي). فقال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.)) [صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب هجاء المشركين، 5798]... ((وعن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة، فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.)) [السابق] وهذا دليل آخر على أنّ حسّان بن ثابت كان شاعراً مأجوراً، حتى أنه له مساهماته في بناء النص القرآني.
● منح أبو طلحة أغلى ممتلكاته لأقربائه. بمعنى آخر، حسّان بن ثابت وأبي بن كعب: ((عن أنس قال: لما نزلت {لن تنالوا البرَّ حتَّى تنفقوا مما تحبون} قال: أبو طلحة يا رسول اللّه، أرى ربنا يسألنا من أموالنا فإِني أشهدك أني قد جعلت أرضي بأريحاء له، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اجعلها في قرابتك" فقسمها بين حسان بن ثابت وأبيّ بن كعب.)) [صحيح مسلم، 5، 2186]. هكذا كان محمد يكافئ حسّان بن ثابت جرّاء تأليف آيات قرآنية لمحمد (من خلال أشعاره، وبمساعدة جبريل)
● بعد أن أصيب حسّان بن ثابت بالعمى كان يقضي جلّ وقته في منزل عائشة. كانت عائشة تقدّره أيضاً، حيث أنه كان معتاداً عن كتابة نقد هجائي بالنيابة عن محمد: ((عن مسروق. قال: دخلت على عائشة وعندها حسان بن ثابت ينشدها شعرا. يشبب بأبيات له. فقال: حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل، فقالت له عائشة: لكنك لست كذلك. قال مسروق فقلت لها: لم تأذنين له يدخل عليك؟ وقد قال الله: والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم [24 /النور /11]. فقالت: فأي عذاب أشد من العمى؟ إنه كان ينافح، أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه)) [السابق، 31، 6077]. وهكذا أنقذ الشاعر حسّان محمداً وقرآنه.
● هنا نورد حديثاً آخر من صحيح مسلم يزعم أنّ قصائد حسّان بن ثابت جاءت من مصدر إلهي أو قدسي (روح القدس) كما أنها تشبه بعض الآيات القرآنية: ((عن عائشة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "اهجو قريشا. فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل" فأرسل إلى ابن رواحة فقال "اهجهم" فهجاهم فلم يرض. فأرسل إلى كعب بن مالك. ثم أرسل إلى حسان بن ثابت. فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه. ثم أدلع لسانه فجعل يحركه. فقال: والذي بعثك بالحق! لأفرينهم بلساني فري الأديم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تعجل. فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها. وإن لي فيهم نسبا. حتى يلخص لك نسبي" فأتاه حسان. ثم رجع فقال: يا رسول الله! قد لخص لي نسبك. والذي بعثك بالحق! لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. قالت عائشة: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان "إن روح القدس لا يزال يؤيدك، ما نافحت عن الله ورسوله". وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "هجاهم حسان فشفى واشتفى".)). [فضائل الصحابة، باب فضائل حسان بن ثابت، 2490]
وقال حسان:
هـجوت محمدا فـأجبت عنه * وعند الله في ذاك الجـزاءُ
هـجــوت محمـداً بــراً تقيــاً * رسـول الله شيمته الوفــاءُ
فـإن أبـي ووالده وعرضـي * لـعرض محمد منكم وقـاءُ
ثكـلت بنيتـي إن لـم تـروهـا * تثـير النقـع من كنفي كـداءُ
يبـاريـن الأعنـّة مصعــدات * على أكتافها الأسل الظماءُ
تـظـل جـيـادنــا مــتمطّـرات * تلطمهـن بـالـخمـر النـساءُ
فإن أعرضتـمُ عنا اعتمرنا * وكان الفتح وانكشف الغطاءُ
وإلا فـاصبروا لضراب يوم * يعـــزّ اللّــه فيــه مـن يشاءُ
وقــال الله: قـد أرسلت عبداً * يقـول الحــق ليس بــه خفاءُ
وقــال الله: قد يسرت جنداً * هم الأنصار عرضتها اللقاءُ
لنـــا في كل يــوم من معد * سبــاب أو قــتال أو هــجاءُ
فمن يهجو رسول الله منك * ويمــدحــه وينصـره سواءُ
وجبريل رســول الله فينــا * وروح القدس ليس لـه كفاءُ
كافأ محمد شاعره المرتزق بإهدائه فتاةً شابة جميلة "سيرين"، تمّ إهداءها لمحمد مع مارية القبطية من قِبَل حاكم الإسكندرية. احتفظ محمد بمارية لنفسه، لأنها كانت أجمل من تلك الفتاة الأخرى، وتبرّع بسيرين لحسّان بن ثابت كمحظية. ونقرأ في سيرة ابن إسحاق أنّ مارية وسيرين كانتا أختين [ابن إسحاق، ص 652].

يتبع......

الجمعة، 29 أغسطس 2014

الرد على شبهات تتعلق برسائل بولس الرسول

بنعمة الرب سيقوم " العابر المغربي - الناقد للاسلام " بالرد على هذه الشبهة الشيطانية و الخبيثة ولكن بنعمة الرب يسوع المسيح له كل الامجاد نقدر ان نرد كل شبهات حول ايماننا المسيحي لان الرب اعطانا سلطانا لدعس الحيات و العقارب وجعلها تحت اقدامنا لاننا ابناء الله الحي .

يقول الرب على لسان بطرس  .

"مُسْتَعِدِّينَ دَائِمًا لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ" (1 بط 3: 15).

 الشبهة :

هل الكتاب المقدس كلام الله !!

هل كل مايحتويه الكتاب المقدس اوحي به الله !!

 
ولكن لكى تستطيع الاجابه عليك فقط تحكيم عقلك والتنازل عن العاطفه التى ربما تجعل الانسان غير قادر على التفكير السليم والحكم ع الاشياء..

يعتقد الغالبيه العظمى من المسيحين ان الكتاب المقدس كتبه الرسل وتلاميذ السيد المسيح عليه اسلام بقياده من الروح القدس لذلك فكل كلمه بالتاكيد يحتويها هذا الكتاب هى من الله ....!

هذا ما يعتقده المسيحيون اليوم ولكن للاسف الواقع والمنطق يقول غير ذلك !!

اليكم بعض النصوص من الكتاب المقدس لتحكموا عليها ولتفكروا فيها 

هل هي بالفعل من وحى الله ام انها من وحى البشر ؟

هل هي بالفعل بالفعل كتباها الرسل بقياده من الروح القدس ام بقياده من روحهم البشرية

رسالة بولس الى رومية :


رومية 16: 12) سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب. سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب.
(رومية 16: 13) سلموا على روفس المختار في الرب وعلى أمه أمي.
(رومية 16: 14) سلموا على أسينكريتس وفليغون وهرماس وبتروباس وهرميس وعلى الإخوة الذين معهم.
(رومية 16: 15) سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس وأخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم.
(رومية 16: 16) سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة. كنائس المسيح تسلم عليكم.
(رومية 16: 21) يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس أنسبائي.
(رومية 16: 22) أنا ترتيوس كاتب هذه الرسالة أسلم عليكم في الرب.
(رومية 16: 23) يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها. يسلم عليكم أراستس خازن المدينة وكوارتس الأخ

: رسالة بولس الى كورنثوس    

كورنثوس الأولى 16: 19) تسلم عليكم كنائس أسيا. يسلم عليكم في الرب كثيرا أكيلا وبريسكلا مع الكنيسة التي في بيتهما.
(كورنثوس الأولى 16: 20) يسلم عليكم الإخوة أجمعون. سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.
(كورنثوس الثانية 13: 12) سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.
(كورنثوس الثانية 13: 13) يسلم عليكم جميع القديسين.

فقد هذه عينه قمت بأختيارها ويوجد منها الكثير .....ان من يقرأء هذا الكلام لا يحتاج ان يملك المزيد من الذكاء حتى يشعر ان الله استحاله ان يكون كلامه هكذا
الكلام واضح جداا انه كلام بشر وليس كلام من الله او حتى كتب بقياده من الروح القدس.......

ولكن دعونا نحاول ان نلغي عقولنا ونصدق ان هذا الكلام كتب بوحي وبقيادة الروح القدس 

 ان صدقنا ذلك فأنه من الاستحاله ان نصدق ان هذه العباره ايضا كتبت بقياده من الروح القدس وهى

رسالة بولس الثانية الى تيموثاوس :

(اصحاح 4 )


9 بادر أن تجيء إلي سريعا،
10 لأن ديماس قد تركني إذ أحب العالم الحاضر وذهب إلى تسالونيكي، وكريسكيس إلى غلاطية، وتيطس إلى دلماطية.
11 لوقا وحده معي. خذ مرقس وأحضره معك لأنه نافع لي للخدمة.
12 أما تيخيكس فقد أرسلته إلى أفسس.
13 الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس، أحضره متى جئت، والكتب أيضا ولا سيما الرقوق.

انظروا الى عدد 13.."الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس، أحضره متى جئت، والكتب أيضا ولا سيما الرقوق"!!!!!!!!!!!!!!!! هل الروح القدس يمكنه ان يوحى الى شخص بمثل هذا الكلام
!!!!!!!!!!!!يجعله يطلب رداءه الذى تركه..
هل يمكن كتاب من الله يوجد به مثل هذه العبارات
  !!!!!!!!!!


اذا مالفرق بين هذه الكلام الذى من المفترض ان يكون وحى من الله والكلام البشرى الذى من اختراع البشر...
للاسف الشديد لا نحتاج الى مزيد من الذكاء لنؤمن بان الكتاب المقدس اغلب ما فيه ليس كلام الله بل هو كلام بشر

بس المهم اتمنى ان الرداء الذى طلب الرسول بولس احضاره فى الكتاب المقدس يكون بالفعل حصل عليه ..لانه يبدوا انه الرداء الوحيد لديه ويبدوا ايضا انه عزيزا عليه حيث طلبه وذكره فى الكتاب المقدس الذى المفترض ان كل كلمه فيه تكون وحى من الله !!!!!!!!!

: الرد



التحيات و السلامات فى رسائل بولس

 لتحميل البحث من هنا (http://www.mediafire.com/?cz1u4uz8uuf1ze5)


قبل ان نتعرض لتوضيح المغزى من السلامات الشخصية فى رسائل القديس بولس علينا ان نعرف اولا ما هى نظريات الوحى؟ما هو الوحى فى المسيحية؟
نظريات الوحى الموجودة فى أغلب المعتقدات هى :-

1- النظرية الطبيعيه :

وهي تنظر للوحي على أنه نوع من الالهام الطبيعي كما يلهم الشاعر في نظم قصائده و أشعاره ، وكما يلهم الكاتب في كتابه رواياته و أدبه ، ونحن نرفض هذه النظريه لانها تتجاهل عمل الروح القدس ... "تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " (2بط 1:21)

2- النظريه الميكانيكيه (الاملائيه):

وهي تنظر للوحي على أنه يملي الكاتب ما يكتبه كلمه كلمه و حرفا حرفا . وهي مرفوضه عندنا لانها تتجاهل الجانب البشري فيتحول الكاتب الي اله صماء أو أنسانا اليا يكتب ما يملى عليه وبذلك تلغى كليه شخصيه الكاتب و ثقافته و مشاعرة

وتعتبر هذه النظريه عكس النظريه الطبيعيه

3- النظريه الموضوعيه :

وهي تنص على ان الوحي يوحي للكاتب بالموضوع و أفكارة فقط و يترك للكاتب حريه التعبير عن هذه الافكار كما يشاء بدون أدنى تدخل من الوحي وهذه النظريه تعتبر قاصرة . لان روح الله يوحي للانسان بالموضوع و الافكار ولكنه أيضا يحفظه ويعصمه من الخطأ فلا يسمح له ابدا بتدوين أيه فكرة صحيحه بتعبيرات و كلمات خاطئه ولذلك يقول داود النبي :" روح الرب تكلم بي و كلمته على لساني" (2صم 23:2)

بل أن الروح القدس قد يوضع على لسان الكاتب عبارات قد لا يدرك الكاتب معانيها فعندما كتب أشعياء عن ولاده العذراء و المولود منها هو أنسان و إله في نفس الوقت من كان يدرك هذا ؟!!! وعندما تنبأ أشعياء عن خراب بابل سيدة الممالك و خراب صور سيده البحار وكل منهما لن تعمر ثانية من كان يتصور هذا؟؟؟

4- النظريه الجزئيه:

وهي تقسم ما جاء بالاسفار المقدسه الي نوعين : الأول يشمل كلمات الله المباشرة مثل وصايا العشر وحديث الله للانبياء وهذه موحى بها . أما كلمات الكاتب نفسه في وصف مكان أو حدث أو القاء تعليم فهي غير موحى بها و هي نظريه مرفوضه فمعلمنا بولس يقول عن كل ما ورد في أسفار العهد القديم انها أقوال الله ولهذا فإنه يقول عن اليهود "أنهم استؤمنوا على أقوال الله " (رو3:2)

وحتى لا تتسائل : هل أقوال الاشرار و الشياطين و السلامات التي وردت في الكتاب موحى بها ؟

أقول ان دور الوحي هنا قاصر على الامر بتدوين مثل هذه الاقوال أما الكلمات الخاطئه فهي تنسب لأصحابها بعيدة كل البعد عن اقوال الله .. بمعنى أنه تسجيل تلك الكلمات كان بوحي من الله للكاتب أما الكلمات ذانها فليست وحيا.

5- النظرية الروحية :

وتنص على أن الوحي قاصر على الأمور الروحية في الكتاب المقدس أما الأمور التاريخية و الجغرافية و العلمية فهي تحتمل الخطأ و أصحاب هذه النظرية قالوا إن قصه أيوب و قصة يونان في بطن الحوت و دانيال في جب الاسود خياليه القصد منها أخذ التعليم الروحي .

ونحن نرفض هذه النظري الخاطئه التي تجعل الانسان يقبل ما يشاء و يرفض ما يشاء ... بل انها تضع الانسان فوق مستوى الوحي فيحكم و يفصل في أقوال الله.

أما مفهوم الوحي وفقا للايمان المسيحي فهو :

1- يختار الله بعض القديسين ويحرك قلوبهم للكتابه او يامرهم مباشرة كما قال الرب لموسى "أكتب هذا التذكار...." (خر17:14) وكما قال لارميا : "خذ لنفسك درج سفر و اكتب فيه كل الكلام الذي كلمتك به ...." (ار 36:2)

2- يترك الله للكاتب حريه اختيار الالفاظ و الاسلوب و الكلمات فلذلك نجد داود النبي يكتب بلغه الراعي و سليمان بلغه الحكيم و بولس بلغه الفيلسوف و يظهر فى كتابات كل كتبة الاسفار التباين بين أسلوبهم الراجع الى وجود فرصة للكاتب ان يصيغ بأسلوبه.

3- يكون الكاتب أثناء الكتابه تحت هيمنه و سيطرة روح الله الذي يحفظه و يعصمه من الخطأ أثناء الكتابه.

4- يكشف روح الله للكاتب ما خفي عنه مثلما كشف لموسى عن أيام الخليقه

5- الوحي لا يتقيد بلغه معينه انما يستخدم اللغه التي كان يستخدمها الشعب .

فيقول الكتاب المقدس :-

2تي 3:16 كل الكتاب هو موحى (θεόπνευστος - theh-op'-nyoo-stos) به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر

و الفعل موحى كما جاء فى أصله اليونانى يعنى تنفس اى ان كل الكتاب تنفس به الله فيسيطر روح الله القدس على الكاتب عقله و فكره و روحه و كل نفسه فيصيغ ما يعلنه له الروح القدس بأسلوبه فيكتبه فالروح القدس لا يلغى شخصية الكاتب ولا يلغى اسلوبه.

يقول احد الدارسين :

فإذا قلنا إنّ الأسفار المقدسة في العهدين القديم والجديد هي كلام الله، أو أسفار إلهية موحى بها من الله، أو منزلة من عند الله، لا نريد بذلك أنّ الله أنزلها آية آية، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً، فكتبها الكاتب كما سمعها من فم الله أو ملائكته بحروفها الأصلية. لكننا نريد أنّ الله قصد أن يُبلغ البشر شيئاً من أسراره حرّك باطنياً كاتباً يختاره فيبعثه على كتابة السفر المقصود، ثم يمده بتأييده الخاص ونعمته الممتازة، ويلهمه اختيار الحوادث والظروف والأعمال والأقوال التي شاء سبحانه كتابتها لفائدة عباده، وكان له رقيباً ومرشداً، وعصمه من الخطأ في نقلها وتسطيرها، فلا ينقل إلا ما ألهمه الله إيّاه، فيكون الرسول إذ ذاك ككاتب مطيع، في حوزة الكاتب الأسمى، وطوع إرادته.

و بعد ان أوضحنا نظرية الوحى فى العقيدة المسيحية نستطيع ان نقول انه لا اشكال فى وجود السلامات و التحيات فى رسائل القديس بولس و لنبدأ فى تبيان معنى و مغزى السلامات و التحيات فى رسائل القديس بولس لنرى محبة عظيمة و قدوة رائعة فى التعامل داخل الكنيسة فنقتدى بهذه المحبة العاملة فى قلوب ابائنا :-

الاصحاح السادس عشر من رسالة القديس بولس الرسول الى أهل رومية :-

1 اوصي اليكم باختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخريا

2 كي تقبلوها في الرب كما يحق للقديسين وتقوموا لها في اي شيء احتاجته منكم.لانها صارت مساعدة لكثيرين ولي انا ايضا

3 سلموا على بريسكلا واكيلا العاملين معي في المسيح يسوع.

4 اللذين وضعا عنقيهما من اجل حياتي اللذين لست انا وحدي اشكرهما بل ايضا جميع كنائس الامم.

5 وعلى الكنيسة التي في بيتهما.سلموا على ابينتوس حبيبي الذي هو باكورة اخائية للمسيح.

6 سلموا على مريم التي تعبت لاجلنا كثيرا.

7 سلموا على أندرونكوس ويونياس نسيبيّ المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا في المسيح قبلي.

8 سلموا على أمبلياس حبيبي في الرب.

9 سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى استاخيس حبيبي.

10 سلموا على أبلّس المزكى في المسيح.سلموا على الذين هم من اهل ارستوبولوس.

11 سلموا على هيروديون نسيبي.سلموا على الذين هم من اهل نركيسوس الكائنين في الرب.

12 سلموا على تريفينا وتريفوسا التاعبتين في الرب.سلموا على برسيس المحبوبة التي تعبت كثيرا في الرب.

13 سلموا على روفس المختار في الرب وعلى امه امي.

14 سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة الذين معهم.

15 سلموا على فيلولوغس وجوليا ونيريوس واخته وأولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم.

16 سلموا بعضكم على بعض بقبلة مقدسة.كنائس المسيح تسلم عليكم

ثم

21 يسلم عليكم تيموثاوس العامل معي ولوكيوس وياسون وسوسيباترس انسبائي.

22 انا ترتيوس كاتب هذه الرسالة اسلم عليكم في الرب.

23 يسلم عليكم غايس مضيفي ومضيف الكنيسة كلها.يسلم عليكم اراستس خازن المدينة وكوارتس الاخ.

يصف ابانا القس انطونيوس فكرى هذا الاصحاح فى تفسيره فيقول :
http://files.arabchurch.com/upload/images2012/8852273644.png





هذا الأصحاح الأخير والذي يمثل ختام الرسالة يقدّم لنا في غالبيته عددًا كبيرًا من الأسماء التي لا نعرف عن بعضها شيئًا؛ لكنه في الواقع يمثل صورة حيّة ومبهجة وفعّالة عن الحياة المسيحية في العصر الرسولي، فيها يكشف الروح القدس عن التهاب الكنيسة بروح الحب الذي يقدّس المشاعر والعواطف المتبادلة في الرب لبنيان الكنيسة روحيًا، فكثيرون يدعوهم "أحباء" أو "أنسباء" أو "العاملين معنا في الرب"، بينما يدعو هذه "أختنا" وتلك العجوز "المحبوبة" وثالثة "التاعبة في الرب". لكل شخص لقب خاص محفور بالروح في قلب الرسول بولس.

يتكلم القديس يوحنا ذهبى الفم عن الاخت فيبى التى يتكلم عنها الرسول فيقول :-

[انظروا كيف يكرمها بطرق كثيرة، فقد أشار إليها قبل الكل ودعاها أخته. وهذا ليس بالأمر الهيّن أن تدعى أختًا لبولس؛ كما ذكر رتبتها بكونها "شماسة" (خادمة)... ليهتمّوا بها على أساسين: يقبلوها من أجل الرب، ولأنها هي نفسها قدّيسة.]

و يقول الأب القمص تادرس يعقوب ملطى معلقا على هذه التحيات الشخصية فى هذا الاصحاح :-

إن كانت هذه الرسالة تقدّم لنا أسماء 26 شخصًا أغلبهم لا نعرف عنهم شيئًا، لكنّنا نشعر بأهمية هذا الجزء من الرسالة، إذ يقدّم لنا صورة حيّة لقلب رسولنا بولس الذي يظهر عاطفته الحانية واعتزازه وتقديره للمشاعر المقدّسة في الرب. يمكننا أيضًا أن نرى في هذه التحيّات الحارّة صورة للصداقات العميقة والحب الطاهر السخي بين أعضاء الكنيسة الأولى.لقد قدّم لنا الرسول كل صديق له يحمل لقبًا خاصًا يعتز به الرسول، هذا اللقب لا يقوم على الشهرة أو الغنى أو العلم، وإنما على شركة الحياة التقوية والجهاد في الخدمة.

و عن أكيلا و بريسكلا نقرأ أنهم جاء ذكرهم فى (أع 18: 2، 18، 26؛ 1 كو 16: 19؛ 2 تي 4: 19) التقى بهما الرسول لأول مرة في كورنثوس (أع 18: 2) وبقي معهما حوالي 18 شهرًا وذهبا معه إلى أفسس (أع 18: 18)، ثم رجعا إلى روما. أينما وُجدا كان يفتحان بيتهما ككنيسة لخدمة المؤمنين الغرباء ويجتمع فيها المؤمنون للعبادة. يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن بيتهما كان يُدعى كنيسة، إمّا لأنهما كسبا كل أهل بيتهما للإيمان أو لفتح بيتهما لخدمة المؤمنين الغرباء.

و عن أبينتوس المذكور فى العدد الخامس يقول ابانا كلمة "أبينتوس" من أصل يوناني تعني "مستحق للمديح"، وهو أول من قبِل الإيمان في آسيا الصغرى على يدي الرسول. يدعوه الرسول حبيبه وباكورة عمله هناك، وكأنه يسأله أن يرد الحب بالحب، فلا يكف عن يكف عن العمل في روما لحساب الإيمان الذي قبِله قبْل كثيرين.

و يعلق القديس يوحنا ذهبى الفم على العدد السادس :-

[ما هذا؟ لقد كُرمت امرأة وحسبت متنصرة! أفلا نخجل نحن كرجال؟... إننا نحسبه كرامة لنا أن توجد نساء بيننا كهذه، ولكنّنا نخجل إن كنّا كرجال صرنا خلفهن.] يكمل حديثه قائلاُ بأنه وإن كانت النساء ممنوعات من خدمة التعليم العامة (1 تي 2: 12؛1 كو 14: 35) لكنها لا تحرم من النطق بكلمة التعليم إذ تستطيع الزوجة أن تربح رجلها (1 كو 7: 16)، وتهذّب أولادها (1 تي 2: 15)، بل ونجد برّيسكلا تعلم أبولس. كما يُعلّق على قول الرسول: "التي تعبت لأجلنا كثيرًا"، بقوله: [قدّمت خدمات أخرى كثيرة محتملة مخاطر، من جهة المال والأسفار. فإن نساء تلك الأيام كنّ روحيات أكثر من الأسود (في القوّة)، ساهمن مع الرسل في التعب لأجل الإنجيل.]

و فى العدد السابع نقرأ عن أندرونكوس ويونياس يقول عنهما الاب القمص تادرس يعقوب انهم احتملا السجن معه في وقت غير معروف، يعتزّ بهما لأنهما قد عرفا السيد المسيح قبله، ولهما دورهما الهام في الخدمة حتى صارا مشهورين بين الرسل. و يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أنهما لم يسقطا تحت الأسر بالمعنى الحرفي (كأسرى حرب) وإنما احتملا ما هو أقسى من ذلك، إذ عاشا في الغربة محرومين من أقربائهما واحتملا المجاعة والميتات المستمرة وسقطا تحت المتاعب بلا حصر.و عن أمبلياس المذكور فى العدد الثامن يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم أن دعوته "حبيبي" تكشف عن حب الرسول الشديد له بسبب حياته الفاضلة.

و عن التحيات فى الاعداد 9 , 10 , 11 يلاحظ إن الرسول يمدح الجميع، فيدعو الأول عامل معه في خدمة السيد المسيح، والثاني حبيبه، والثالث مُزكى في المسيح ربّما لاجتيازه ضيقات كثيرة بصبره أو لجهاده في الخدمة الخ. أمّا بالنسبة لأهل أرستوبولس وأهل نركسيس فربّما كان هذا الاثنان وثنيين وصار لهما عبيد أو أبناء مؤمنون معهما.و يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [إذ يقدّم مدحًا خاصًا بكل أحد، لا يسمح بوجود حسد فيما بينهم بمدحه لأحد واستخفافه بآخر، ولكي لا يوجد بينهم تهاون أو ارتباك، مقدمًا لكل واحد كرامة متساوية، وإن كان ليس الكل يستحق كرامة متساوية هكذا .]

ثم نقرأ عن القبلة المقدسة المذكورة فى العدد 16 التى اوصى بها الرسول ان القديس كيرلس الاورشاليمى يقول لا تظن أن هذه القبلة كتلك التي اعتاد الأصدقاء على ممارستها في الاجتماعيات (agio) هي ليست من هذا الصنف، إنما هذه توّحد النفس وتزيل كل حقد. هي علامة اتحاد النفوس معًا و يقول القديس اغسطينوس هي علامة السلام، فما تظهره الشفاه من الخارج يوجد في القلوب في الداخل.

و عن محبة الكنيسة العظيمة فى الاعداد 21 , 22 , 23 يقول ابانا القمص تادرس يعقوب فى تفسيره :جاءت التحيات من القدّيس تيموثاوس الابن المحبوب للرسول بولس، ابنه في الإيمان، وشريكه في العمل، ورفيقه في كثير من الرحلات. وأيضًا من غايس مضيف الرسول بل "ومضيف الكنيسة كلها"، ربّما لأنه حوّل بيته إلى مركز للعبادة، وكان يضيف فيه المؤمنين الغرباء عن كورنثوس.

و بهذا نكون قد رأينا كيف كانت علاقة الكنيسة الاولى و كيف كانت محبة الرسول لأصدقاءه و معاونيه فى الخدمة مما يدفعنا ان نقتدى بهم اليوم و نعيش حياة المحبة بكل تقوى فى المسيح يسوع.

الاصحاح الرابع من رسالة القديس بولس الثانية الى تلميذه تيموثاوس :

9 بادر ان تجيء اليّ سريعا

10 لان ديماس قد تركني اذ احب العالم الحاضر وذهب الى تسالونيكي وكريسكيس الى غلاطية وتيطس الى دلماطية.

11 لوقا وحده معي.خذ مرقس واحضره معك لانه نافع لي للخدمة.

12 اما تيخيكس فقد ارسلته الى افسس.

13 الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس احضره متى جئت والكتب ايضا ولا سيما الرقوق.

ثم

19 سلم على فرسكا واكيلا وبيت انيسيفورس.

20 اراستس بقي في كورنثوس.واما تروفيمس فتركته في ميليتس مريضا.

21 بادر ان تجيء قبل الشتاء.يسلم عليك افبولس وبوديس ولينس وكلافدية والاخوة جميعا.

يشرح ابانا القس انطونيوس فكرى هذه الايات فيقول :

http://files.arabchurch.com/upload/images2012/9675412927.png



و عن الرداء الذى طلبه القديس بولس يقول ابانا القس انطونيوس :

http://files.arabchurch.com/upload/images2012/8810896659.png

ثم يشرح ابانا علاقة الرسول بولس بمعاونيه فى الاعداد 19 , 20 , 21 فيقول :-

http://files.arabchurch.com/upload/images2012/9802462118.png




و يقول ابانا القمص تادرس يعقوب ملطى مفسرا قول الرسول "بادر ان تجىء ألىٌ سريعا" أدرك الرسول أن وقت رحيله قد اقترب، فأرسل يستدعيه، قائلاً له: "بادر أن تجيء إلىّ سريعًا" [9]، وإن كان للأسف لم يستطع أن يحضر قبل استشهاده. وقد كان الرسول لطيفًا وحكيمًا في استدعائه، إذ لم يقل له "لكي أراك قبل رحيلي"، لئلا إذا لم يتحقق الأمر يحزن القديس تيموثاوس ويكتئب، وإنما أعلن له إن حاجته إليه في هذه اللحظات إنما بسبب ترك الكثيرين له.

و عن ترك البعض له: "لأن ديماس قد تركني، إذ أحب العالم الحاضر، وذهب إلى تسالونيكي" [10]. إذ تركه ديماس طلب تيموثاوس لكي يخدمه عوضًا عنه. ولكن لماذا تركه ديماس؟ يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: [لقد أحب الطريق السهل والآمن، بعيدًا عن المخاطر. حقًا لقد اختار أن يعيش في بيته في ترفٍ عن أن يعاني معي المصاعب، ويشاركني المخاطر الحاضرة. لقد لامه لا لأجل اللوم في ذاته، وإنما لكي يثبتنا نحن فلا نسلك بتدليل مبتعدين عن الأتعاب والمخاطر، فهذا يُحسب حبًا للعالم الحاضر، ومن ناحية أخرى أراد بهذا أن يجتذب تلميذه إليه.]

يكمل الرسول: "وكِرِيسكيس إلى غلاطية، وتيطس إلى دَلْماطية، لوقا وحده معي" [10-11]. هذان لم يتركاه من أجل محبة العالم وإنما لأجل ضرورة الخدمة. طلب مرقس الرسول: "خذ مرقس واحضره معك لأنه نافع لي للخدمة" [11]. في رحلته التبشيريّة الثانية رفض الرسول أن يأخذ مرقس معه لأنه سبق وتركه في رحلته الأولى عند بمفيلية، ربما بسبب حمى أصابته هناك. وبسبب رفض الرسول أخذ مرقس معه انفصل عنه برنابا الذي انطلق مع مرقس إلى الخدمة في طريق آخر، إلى جزيرة كريت حيث انتقل برنابا هناك، أما مرقس الرسول فجال في إفريقيا يخدم، وكانت الإسكندرية مركز خدمته. هنا الرسول يشهد للقديس مرقس أنه نافع له في الخدمة. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على كلمات الرسول هذه، قائلاً: [إنه لم يطلب ذلك لأجل راحته الخاصة، وإنما لأجل خدمة الإنجيل. فإنه وإن كان سجينًا لكنه لا يتوقف عن الكرازة. لذات السبب أيضًا أرسل يطلب تيموثاوس، ليس لأجل نفسه، وإنما لأجل الإنجيل، فلا يكون موته مجالاً لحدوث اضطراب بين المؤمنين، إنما وجود بعض من تلاميذه ينزع عنهم ضيقهم.]

و عن الرداء الذى طلبه القديس بولس يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [الكلمة المترجمة هنا "رداء" تعني ثوبًا أو كما يقول البعض تعني حقيبة تحوي الكتب.] لقد طلب رداءه ربما لكي لا يضطر في أيامه الأخيرة أن يستعير رداء أحد، إذ لا يريد أن يثقل على أحد. أما طلبه الكتب فربما لكي يسلمها للمؤمنين في روما الذين يعاصرون استشهاده فتكون سبب تعزية لهم... حقًا إنه حتى في اللحظات الأخيرة لا يهتم بما لنفسه بل ما هو لراحة الغير.

و عن السلام الى اكيلا و بريسكلا و انيسفيورس فى العدد 19 يشحر ابانا القمص تادرس يعقوب ملطى فيقول :

أنيسيفورس الذي أراح الرسول مرارًا كثيرة أثناء سجنه (1: 16)، أما بريسكلا وزوجها أكيلا فقد ارتبطا بالرسول بدالة محبة قوية، إذ آمنا على يديه، وكانا خيامين يقضيان بعضًا من الوقت معه يعملان معه في صنع الخيام. لقد عملا معه في خدمته، إذ يقول الرسول: "سلموا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع، اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي، اللذين لست أنا وحدي أشكرهما بل أيضًا جميع كنائس الأمم" (رو 16: 3-4). والعجيب أن الرسول - وهو في القرن الأول الميلادي - يذكر اسم الزوجة قبل الزوج في الرسالتين، هنا والرسالة إلى أهل رومية، في وقت لم يكن للمرأة - حسب القانون الروماني - أية حقوق. لقد ذكرها الرسول أولاً ليؤكد أنه في الإيمان لا تحيز لجنس على آخر إلاَّ حسبما يقدم الإنسان من إيمان حيّ عامل. لقد كانت بريسكلا في عيني الرسول أكثر غيرة وإيمانًا من رجلها

يكرر الرسول الدعوة: "بادر أن تجيء قبل الشتاء" [21]. في لطف لم يقل: "قبل أن أرحل" بل قال "قبل الشتاء" حتى لا يثير فيه مشاعر الحزن متى جاء ووجده قد رحل.

تقديم سلام أحبائه الذين في روما: "يسلم عليك أَفْبولس وبوديس ولينُس وكَلافَدِيَّة والإخوة جميعًا" [21]، من بينهم لينس الذي أُقيم أسقفًا على روما وكَلافَدِيَّة المملوءة غيرة على الشهادة لله

هكذا نرى كيف كانت كنيسة القرن الاول كيف كانت المحبة كيف كان الترابط و كيف كانت مراعاة المشاعر الذى به نقتدى و نتعلم فيستد كل فم يتجرأ على العظيم بولس رسول و عبد يسوع المسيح

" و نعلم ان ابن الله قد جاء و اعطانا بصيرة لنعرف الحق و نحن فى الحق فى ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق و الحياة الابدية"

(1يو5:7)

 رد البابلي علي سلامات بولس
السلامات والتحيات !

يعترضون على ان الرسول بولس قد سلم على تلاميذه والقديسين الذين عملوا معه وجاهدوا في سبيل نشر الكرازة بالخلاص ..!

ونقول :

لا يوجد عقل ولا نقل يجيز رفض ان تكون التحية والسلام وحياً من الرب ؟!

اليس الرب هو السلام ذاته والداعي للسلام بين البشر ..؟!

ألم يوصينا ربنا بأنه طوبى لصانعي السلام لأنهم ابناء الله يدعون ؟!

ألم يوصي رب المجد يسوع بأنه ان دخلنا الى بيت , فيجب ان نسلم عليه ؟!

فلماذا لا يجوز للرسول بولس ان يسلم على أهل الكنيسة التي يرسل اليها رسائله .. وان تكون وحياً مقدساً نافعاً ؟!

ان السلام الموجه بوحي الروح القدس بقلم الرسول بولس الى شخصيات واسماء عديدة من القديسين ..

أثبت لنا معرفة اسماء من ساندوا وجاهدوا مع الرسول بولس في خدمته للسيد المبارك والتبشير باسمه في قارة اوربا وغيرها ..

خصوصاً اسماء بشيرين كتبا الانجيل بوحي الروح وهما الرسول لوقا والرسول مرقس (صلواتهما معنا اجمعين ) ..

ومن هذه السلامات تعلم اساقفة الكنائس كيفية تدبير الرعية والكنائس واحتياجاتها , وبضرورة فعل ذلك حتى لو كانوا يعانون الشدائد والشقات والسجون ..

وتعلمهم ضرورة التنسيق بين الاباء والاساقفة في تدبير أمور الرعاية .. فذكر الاحوال والسلامات ضرورية جداً لرعاية الكنائس والاهتمام بذكر كل الخدام والعاملين فيها ..

كما انه يعلمهم ضرورة اهداء السلامات والتحيات في الرسائل الرسولية التي ترسل ما بين الاساقفة على مر العصور ..

كما ان السلامات في رسائل بولس الرسول قد أعطتنا معلومات حول مكانة المؤمنين بالمسيح .. وخصوصاً من الاغنياء مثل اراستس خازن مدينة كورونثوس ..

وان هناك مؤمنين من بيت قيصر نفسه ! ( فيلبي 22:4)

كلها وحي مفيد ونافع وقيم لنفوسنا ولكنائسنا ..

——————

والان الى الجهة الاخرى ..

السلامات في قرآن المسلمين !

الا يوجد في قران محمد سلامات ؟؟؟!!!

الم يأتي في سورة النمل: 59 { قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى آلله خير أما يشركون }

ألم يقم رب محمد باطراق السلام على نوح ؟!

في سورة الصافات: 79 {سلام على نوح في العالمين}

وسلم ايضاً على ابراهيم ! سورة الصافات: 109 {سلام على إبراهيم }

وسلم على موسى وهارون !

سورة الصافات:120 {سلام على موسى وهارون }

وسلام على عائلة ياسين !

سورة الصافات: 130 {سلام على إل ياسين }

لا بل سلم على جميع المرسلين !

الصافات: 181 {وسلام على المرسلين}

ما الداعي لكل هذه السلامات وكأنه في عرس وفرح .. !!!

فلينتقدوا كتابهم اولاً لذكر السلامات .. قبل ان ينتقدوا الرسول العظيم بولس !

 التحيات الختامية في الرسائل ومفاهيم مغلوطة - هل هي وحي الهي؟


http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTTo95PcS819ZUVtV3NpYBAs8mkioN4I o9CjS33ZLOC6-2FDP9tBWxiK-xu1Q


التحيات الختامية في الرسائل
ومفاهيم مغلوطة
بهذه الكلمات انهى الرسول بولس رسالته الى كولوسي "... جَمِيعُ أَحْوَالِي سَيُعَرِّفُكُمْ بِهَا تِيخِيكُسُ الأَخُ الْحَبِيبُ، وَالْخَادِمُ الأَمِينُ، وَالْعَبْدُ مَعَنَا فِي الرَّبِّ، الَّذِي أَرْسَلْتُهُ إِلَيْكُمْ لِهذَا عَيْنِهِ، لِيَعْرِفَ أَحْوَالَكُمْ وَيُعَزِّيَ قُلُوبَكُمْ، مَعَْ أُنِسِيمُسَ الأَخِ الأَمِينِ الْحَبِيبِ الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ. هُمَا سَيُعَرِّفَانِكُمْ بِكُلِّ مَا ههُنَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَرِسْتَرْخُسُ الْمَأْسُورُ مَعِي، وَمَرْقُسُ ابْنُ أُخْتِ بَرْنَابَا، الَّذِي أَخَذْتُمْ لأَجْلِهِ وَصَايَا. إِنْ أَتَى إِلَيْكُمْ فَاقْبَلُوهُ. وَيَسُوعُ الْمَدْعُوُّ يُسْطُسَ، الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. هؤُلاَءِ هُمْ وَحْدَهُمُ الْعَامِلُونَ مَعِي لِمَلَكُوتِ اللهِ، الَّذِينَ صَارُوا لِي تَسْلِيَةً. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَبَفْرَاسُ، الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ، عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ، مُجَاهِدٌ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ بِالصَّلَوَاتِ، لِكَيْ تَثْبُتُوا كَامِلِينَ وَمُمْتَلِئِينَ فِي كُلِّ مَشِيئَةِ اللهِ. فَإِنِّي أَشْهَدُ فِيهِ أَنَّ لَهُ غَيْرَةً كَثِيرَةً لأَجْلِكُمْ، وَلأَجْلِ الَّذِينَ فِي لاَوُدِكِيَّةَ، وَالَّذِينَ فِي هِيَرَابُولِيسَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ لُوقَا الطَّبِيبُ الْحَبِيبُ، وَدِيمَاسُ. سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ فِي لاَوُدِكِيَّةَ، وَعَلَى نِمْفَاسَ وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِ. وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ أَيْضًا فِي كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَقُولُوا لأَرْخِبُّسَ:«انْظُرْ إِلَى الْخِدْمَةِ الَّتِي قَبِلْتَهَا فِي الرَّبِّ لِكَيْ تُتَمِّمَهَا». اَلسَّلاَمُ بِيَدِي أَنَا بُولُسَ. اُذْكُرُوا وُثُقِي. اَلنِّعْمَةُ مَعَكُمْ. آمِينَ ..." (كولوسي 4: 7 – 17).
تتكرر تلك النهاية في كل رسائل بولس تقريباً، وأيضاً نجد مثلها في رسائل يوحنا ... ودائماً ما يأتي إلينا ناقد الكتاب المقدس بأحد هذه النصوص ويسأل مستنكراً ...
- هل هذا وحي إلهي؟
والسؤال الثاني والذي يأتي دائما بصورة تهكمية هو ...
- ما الذي يمكن أن نستفيد منه عند قراءتنا هذه النصوص!! ...
وفي السطور القادمة سأجيب عن هاذين السؤالين مشيراً إلي بعض المفاهيم الخاطئة التي نعتنقها ونحن نفكر في مثل هذه النصوص
أولا: هل هذا وحي إلهي؟
بالتأكيد هو وحي إلهي ... وليس كل وحي إلهي يُكتب بصيغة الأمر بمعنى افعل أو لا تفعل ... ولكن كل هذه الأشياء كتبت لأجل تعليمنا ...
وفي الواقع بعد ولادة الكنيسة الأولى في يوم الخمسين ... وأنا أقصد تلك الكنيسة التي يقودها الروح القدس بدءاً من يوم الخمسين العظيم، والكتاب المقدس يصف لنا جسد الرب يسوع من خلال أعمال الرسل والرسائل ... ذلك الجسد الحي الذي يرينا كيف يفكر وكيف يخدم وكيف يتعامل مع مشاعر الآخرين ... كيف يتعامل مع الخطأ والصواب ...
أنه كائن حي بكل تفاصيله ... لذلك سجل لنا الوحي الإلهي أشياء في منتهي الخصوصية ...
فنرى في سفر أعمال الرسل خلافاً حدث بين الرسول بولس والرسول برنابا على مرقس ... فهؤلاء الناس بشر ... يمكن أن يتفقوا ويمكن أن يختلفوا ... وأيضا يمكن أن يخطئوا وأن يصيبوا ...
وفي كورنثوس تعرض الرسول بولس لمشكلة ذلك العضو الذي أخطأ خطية جنسية وأرانا كيف نتعامل معها من خلال تعامله مع المشكلة .... وفي رسالة فليمون أرانا كيف نتعامل مع الخادم المخطئ الهارب، وأيضا أرانا كيف تغير النعمة السارق وتجعله خادما أمينا ومفيدا ... لذلك، كل هذه العناصر التي خلقها الوحي من سفر أعمال الرسل والرسائل من بعده جسد حي لكنيسة المسيح النامية ...
وفي رسالة غلاطية تواجه مع المشككين في رسوليته، وفي مفهوم الحرية الصحيح، وفي رسالة فيلبي ناقش قضية الخصومة بين الخدام، وأيضا الفرح وسط الضيق .....
لقد عشنا مع الكنائس حياتهم ومن خلال هذه الحياة تعلمنا الكثير من الحلول التي نضعها لتلك المشاكل التي قد نواجهها والتي هي متكررة مع مشاكل كنائس القرن الاول. لذلك من الطبيعي أن يكون هذا الكلام هو وحي الهي، لأنه حل المعادلة الصعبة بين أن يحل مشاكل القرن الاول، وأن نستخدم نفس الفقرات لنحل مشاكل كل القرون التالية على القرن الأول.
وهذا هو غاية الوحي الرئيسية ... ونأتي الآن لسؤال آخر ... ماذا استفدت من هذه التحيات الختامية ... ولهذا مقال آخر
----------------------

تحيات بولس الختامية - ماذا نستفيد منها؟
هناك الكثير من العناصر التي يمكن أن نستفيد بها من السلامات أذكر منها بعض الأشياء.
1- خدمة المسيح ليست قاصرة على الرجال فقط
فنرى من ضمن من سلم عليهم الرسول بولس
· خادمة الرب فيبي " أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي، الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا،" (رومية 16: 1)
· مريم "سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَجْلِنَا كَثِيرًا. (رومية 16: 6)
· ونجد عائلات أيضا مثل اكيلا وبريسكلا ... فنجد في كنيسة المسيح الرجل والمرأة خادمان معا وعاملان معا ... لا فرق ولا تمييز ... وهذا واضح جدا عندما نقرأ فقرة السلام في كل من رومية وكولوسي وفليمون ... الخ
2- نعمة المسيح مغيرة
فنجد مثلا في فقرة السلام الخاصة برومية حديثاً عن شخص هو روفس "سلموا على 3- ما نحكم عليه أنه غير نافع للخدمة يمكن أن يكون نافعا.
فنجد مرقس الذي كان مصدر قلق لبولس وسبب لانفصاله التاريخي عن برنابا في الخدمة، تأتي الأيام ويطلب بولس من تلميذه تيموثاوس أن يحضر له مرقس لأنه نافع فيقول: "خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ." (2تي 4: 11) أليس هذا يعلمنا ألانفقد ثقتنا وصبرنا مع شخص نراه غير نافع؟! ... في الواقع إنه لولا تلك التحيات المدونة ما كنا سمعنا أبدا نهاية تلك الصورة التي أصبح عليها مرقس الرسول ... أليس هذا رائعا؟
4- من كان في حالة ضعف يرجع ويثبت في نعمة المسيح
شخصية شهيرة في وسطنا الكنسي بأنها تركت بولس لأنها أحبت العالم الحاضر ... هذه الشخصية هي شخصية ديماس ... ولكني في الواقع وجدت بعد قراءة تحيات بولس الختامية أن هذا الأمر كان مؤقتاً لأنه في كل من رسالتي كولوسي وفليمون كان ديماس موجودا من جديد مع بولس ... بعض المفسرين فسروا ذلك بأن ديماس كان موجودا في البداية مع بولس ولكنه تركه ... ولكني أري أن العكس هو الذي حدث ... لأنه عندما تكلم بولس إلى تيموثاوس كان مرقس مع تيموثاوس في مكان بعيد ... أما في كولوسي وفليمون فكان تيموثاوس ومرقس مع بولس الرسول وتيموثاوس يشارك بولس في إرسال الرسالة ... إذاً فرسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس والتي فيها وصف ديماس بأنه أحب العالم الحاضر تسبق رسالتي كولوسي وفليمون في الزمن ... ومن هنا نرى أن ديماس قد رجع تائبا ... أليس هذا يمجد الله؟
5- عثرنا على رسالة لاودكية
نفهم من رسالة كولوسي أنها سوف تقرأ في لاودكية ... ولكننا وقعنا في مشكلة أن هناك رسالة لاودكية والتي يجب أن تقرأ في كولوسي أيضا، "وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ أَيْضًا فِي كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا أَنْتُمْ أَيْضًا" كولوسي 4: 16 ... ونجد شخصية أرخبس ورسالة شخصية له ... ذلك الشخص الذي هو خادم الله في كنيسة فليمون أيضا ... ومن هنا نستنتج أن أرخبس هو من لاودكية والا ما كان هناك داعٍ لإرسال رسالة شخصية له إذ كان سيكون ضمن جمهور المستمعين في كولوسي ... ونستنتج ايضا أن رسالة فليمون هي نفسها رسالة لاودكية وان فليمون من لاودكية والعبد أنسيموس هرب ايضا من لاودكية ... كل هذه الاستنتاجات لا تأتي إلا من قراءة التحيات الختامية بدقة في كولوسي وفليمون
6- أولويات في حياتنا ينبغي أن تظل كذلك
في تيموثاوس الثانية يقول الرسول بولس أن وقت انحلاله قد حضر ... ومع ذلك ماذا طلب من تيموثاوس ليحضر معه ... "الرداء الذي تركته في ترواس عند كاربس ، أحضره متى جئت ، والكتب أيضا ولاسيما الرقوق" ... الرداء ليحصل على الدفء ولكن نجد أن الكتب كانت لها اولوية خاصة في حياة بولس ... فكما قال لتيموثاوس إنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص ... هو أيضا طلب الكتب والرقوق على الرغم أنه كان يتوقع أن وقت انتقاله للرب قريب ... ولكن أولوياته كانت كلمة الله المكتوبة في الكتاب المقدس ... ألا يعلمنا هذا كيف تكون أولوياتنا؟
7- جزء من تاريخ الرسول بولس مدون خلال تلك الفقرات
فهو يكتب عن الكثير من الأمور التي ستحدث معه في مستقبله القريب والتي لم يكتبها سفر الأعمال والرحلات التي نوى أن يقوم بها ... دون أسماء من كان معه ومن تركه ومن سيأتي ليكون معه في المستقبل ... ذلك التوثيق يساهم بكثير في كتابة تاريخ تلك الحقبة الزمنية.
8- أناس أكرموا الله فأكرمهم الله بذكر أسمائهم العطرة
فنجد تعبيرات رائعة عن ذلك العامل معه، وعن الذي أحب الله بالحق، وتلك التي تعبت كثيرا في خدمتهم ... لقد دون بوحي إلهي سجلاً مشرفاً لكثير من أناس أحبوا الله وخدموه ... أليس هذا جديراً بأن نعرفه؟
***
كل هذه الأشياء حصلنا عليها وغيرها الكثير من الأمور من خلال فقرات يراها البعض غير هامة ... علاوة على أن الوحي دون لنا أسماء كان يمكن ألا نعرفها مطلقا ولكننا عرفناها بسبب تسجيل الرسول سلامه لها ... وبالحق ما كتب فقد كتب لأجل تعليمنا كما يقول معلمنا الرسول بولس في رسالة رومية: "لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ" (رو 15 : 4)
ألست معي في ذلك؟

 اقول مع الرسول العظيم بولس " ويل لي ان كنت لا ابشر " 

الرب يسوع المسيح له كل المجد يبارككم ويحفظكم امين